سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغاربة يشاركون في 'انتفاضة الأقصى' بمسيرة تضامن حاشدة بالبيضاء سفير فلسطين: نعتز بهذه الجماهير المعبرة عن صدق التضامن تجاه قضيتنا
بيان الهيئات المنظمة يحمّل المنتظم الدولي تبعات تطورات الوضع بالأراضي الفلسطينية
منذ الساعات الأولى للصباح، تقاطر الآلاف من المغاربة من مختلف الفئات العمرية إلى شارع الفداء نقطة انطلاق المسيرة، مدججين بالأعلام الفلسطينية والمغربية، والكوفيات الفلسطينية، ولافتات منددة بالعدوان الإسرائيلي، وشرعوا في ترديد شعارات عبروا من خلالها عن دعمهم الكامل للقضية والوحدة الفلسطينية. ومن بين الشعارات المرفوعة "المسجد الأقصى في خطر، لبيك يا فلسطين"، و"الشعب يريد تحرير الأقصى"، و"المسجد الأقصى خط أحمر"، و"بالروح بالدم، نفديك يا فلسطين"، و"قولوا لتجار السلام فلسطين إسلامية، لا حلول استسلامية"، و"صهيوني يا ملعون، فلسطين في العيون"، و"شعب فلسطين سير، حتى النصر والتحرير"، "لن نركع، لن يرهبنا صوت المدفع"، وغيرها من الشعارات التي ألهبت حماس المشاركين الذين لبوا نداء الانتفاضة، وأجمعوا على أن القضية الفلسطينية هي قضية كل المغاربة بكل أطيافهم. من جهته، عبر زهير الشن، سفير دولة فلسطين بالمغرب، عن اعتزازه وافتخاره بتنظيم المسيرة، معتبرا إياها "تحركا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني يعبر عنه المجتمع المغربي الشقيق بكل أطيافه وألوانه ومؤسساته". وقال الشن، في تصريح ل"المغربية"، إن "الشعب المغربي يشعر أنه جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني، ويعتبر قضية فلسطين قضيته الأساسية، في إطار أن يصل الشعب الفلسطيني إلى حل عادل ودائم وشامل، من أجل أن يقيم دولته الفلسطينية المستقلة/ بعاصمتها القدس الشريف". وأضاف السفير "المسيرة تقول للعالم كفى للظلم، وعلى إسرائيل أن ترحل، وأن تنهي احتلالها، وكفاها ما حصلت عليه من الأرض التاريخية للشعب الفلسطيني، لذلك نحن نعتز بهذه الوقفة، ونعتز بهذه الجماهير، التي تعبر عن صدق التضامن والمشاعر، بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس والحكومة والشعب المغربي بكل ألوانه". من جانبها، شددت حسناء أبو زيد، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، على أن "الشعوب حين تقف من أجل فلسطين، فهي أولا تقف من أجل نفسها وقضاياها العادلة، ومن أجل أن تفهم أنه بالغضب والانتفاضة، يمكن تحقيق مكتسبات في اتجاه المستقبل". ونددت أبو زيد ب"النظام العالمي الجديد الذي أثبت محدوديته، وتكالب على كل الشعوب، وجعل اللوبيات الاقتصادية والمالية مبادئه ومذاهبه وقيمه"، معلنة أن "الاتحاد الاشتراكي كان دائما خيطه الناظم هو القضية الفلسطينية، كقضية عادلة، لذا يقف اليوم من جديد من أجل تجديد الغضب". وأضافت "كنا نعطي للقضية الفلسطينية، واليوم القضية الفلسطينية هي التي تعطي للشعوب العربية والإسلامية أسباب استمرارها كشعوب تفكر وتقرر وذات يوم يمكن أن تغضب". من جانبه، اعتبر خالد السفياني، عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أن المسيرة "محطة من المحطات النضالية في هذه المرحلة، التي تحتاج إلى الكثير من العمل والنضال، والانخراط في معركة الفلسطينيين في الأرض المحتلة، ليشعر الشعب الفلسطيني بأنه ليس وحده، وأن الشعب المغربي كله إلى جانبه". وأوضح السفياني أن فلسطين في حاجة إلى "مثل هذه التحركات وإلى تحركات أكثر لفرض قرارات أخرى، إذ ليس هناك ما يمنع الآن من قطع كل العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإغلاق السفارات وسحب السفراء، في مصر والأردن وتركيا وغيرها من الدول، التي تربط علاقات مع الكيان الصهيوني". وأضاف "ليس هناك ما يمنع الآن من وقف كافة أشكال التطبيع، وتجريم التطبيع، حتى تشعر الانتفاضة بأننا إلى جانبها، وأننا في معركة واحدة من أجل تحرير فلسطين". بدوره، أعلن جامع المعتصم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن "المسيرة تعبر عن وحدة الشعب المغربي تجاه القضية الفلسطينية، وتحمل رسائل عدة، الأولى موجهة إلى الشعب الفلسطيني للتأكيد على أن الشعب المغربي بكل أطيافه يتضامن معه الشعب، ويحيي نضالاته وبطولاته وانتفاضته، والثانية، هي رسالة تنبيه وإدانة للعدوان الصهيوني المستمر والغطرسة الصهيونية". أما الرسالة الثالثة، يضيف المعتصم، فموجهة إلى "المنتظم الدولي، الذي يلتزم الصمت تجاه الإرهاب، الذي يقوم به الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني". وبعد الترحم على أرواح شهداء الانتفاضة، اختتمت المسيرة، التي دعت إلى تنظيمها هيئات حزبية ونقابية ودعوية ومدنية شبابية، بتلاوة بيان أشادت فيه بتلبية نداء المشاركة المكثفة من قبل مختلف شرائح المجتمع نصرة للقضية الفلسطينية، والاحتجاج والتنديد بممارسات الكيان الصهيوني. وأكد البيان على مركزية القضية الفلسطينية في يوميات المغاربة، منوها ب"انتفاضة شباب أرض الزيتون، التي هز وقعها المدوي وأثرها الكيان الصهيوني، وزرع الخوف في نفوس مستوطنيه". وحمل البيان المنتظم الدولي "تبعات تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية، وتشجيع الكيان الصهيوني على مواصلة إرهابه، باستمرار الصمت وعدم حماية الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية".