في صنف المسابقة الدولية، تمكن المخرج محمد مفتكر من الظفر بجائزة أحسن مخرج عن فيلمه "جوق العميين"، المتميز حسب النقاد المصريين، الذي سبق تتويجه بالجائزة الكبرى "الوهر الذهبي" للدورة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالجزائر، وبالعديد من الجوائز الوطنية والدولية. وفي صنف المسابقة العربية، فاز المخرج عبد القادر لقطع بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه الجديد "نصف السماء"، الذي سبق له الفوز بجائزة حقوق الإنسان من مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، وجائزة السيناريو من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. ويعد "نصف السماء"، الذي كتب له السيناريو عبد القادر لقطع رفقة الكاتب والشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، شبه سيرة ذاتية . فكرة الفيلم مستمدة، حسب لقطع، من السيرة الذاتية لجوسلين اللعبي، زوجة الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي "La Liqueur d'aloès" (رحيق الصبر)، مشيرا إلى أنه اعتمد على الجزء الثاني من السيرة، من لحظة اعتقال عبد اللطيف اللعبي يوم 27 يناير 1972، إلى إطلاق السراح يوم 19 يوليوز 1980، مركزا على المحنة التي عاشها الأبناء آنذاك، وزوجة الشاعر رفقة زوجات وأمهات وشقيقات المعتقلات، وهو "ما لم تثره السينما المغربية حتى الآن". ويعد "نصف السماء" الفيلم السابع في فيلموغرافيا لقطع السينمائية الروائية الطويلة، وهو من بطولة أنس الباز (في دور عبد اللطيف اللعبي)، وصونيا عكاشة (في دور جوسلين اللعبي) وقدس اللعبي، ابنة عبد اللطيف وجوسلين (في دور إيفلين السرفاتي، شقيقة أبرهام السرفاتي) وآخرين. أما الفيلم المغربي "جوق العميين" لمخرجه محمد مفتكر، فمن أهم الأفلام المغربية والعربية التي أنتجت أخيرا، واستطاع أن ينتزع جوائز مهمة بالمغرب والخارج، كما نال إشادة العديد من النقاد والسينمائيين العرب. وأشادت الناقدة السينمائية المصرية نعمة الله حسين ب "جوق العميين"، وقالت، في مقال نشرته مجلة "آخر ساعة" المصرية، إن "فيلم مفتكر فيلم شديد الروعة، يفوق الرؤية البصرية جمالا، وبين سطور الحوار الكثير من الرمزية، واستطاع مخرجه أن يضع كل العناصر الفنية في موضعها فجاء عملا متكاملا". وأضافت أن مفتكر هو واحد من ألمع المخرجين المغاربة، درس السينما في ألمانيا ليبدأ بعد ذلك العمل مساعد مخرج، ثم أخرج عددا من الأفلام القصيرة الجيدة، قبل أن يقدم فيلمه الروائي الأول الطويل "البراق" عام 2010 ثم جاء "جوق العميين، عملا سينمائيا متميزا للغاية". وأشارت إلى أن الفيلم سيرة شبه ذاتية لمخرجه وعلاقته بأبيه، الذي كان عازفا ماهرا للكمان، وكان يرأس فرقة موسيقية شعبية. يذكر أن المشاركة المغربية في مهرجان الإسكندرية تميزت هذه السنة بتكريم مدير المركز السينمائي المغربي، محمد صارم الحق الفاسي الفهري، وعرض فيلم "الشعيبية" ليوسف بريطل في المسابقة العربية، إضافة إلى مشاركة فيلم "جدران ورجال" في مسابقة الفيلم الوثائقي، وفيلمي "دوار السوليما" لأسماء المدير، و"روك القصبة" لليلى مراكشي، وهو آخر أفلام الراحل عمر الشريف، في فقرة أفلام المخرجات. كما عرضت ثلاثة أفلام مغربية في فقرة "نظرة خاصة للسينما المغربية"، هي "دالاس" لمحمد علي مجبود، و"حلم بوليوود" لياسين فنان، و"عايدة" لإدريس المريني. كما شارك المغرب في لجنة تحكيم المسابقة الدولية، التي تترأسها النجمة المصرية إلهام شاهين، من خلال المخرج حسن بنجلون، ومسابقة الفيلم القصير، بالمخرج محسن البصري، الذي سبق له الفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان القاهرة الدولي بفيلمه الروائي الطويل "المغضوب عليهم".