كما قاد الحريق ب"الكاريان" إلى استنكار السكان لواقعهم، الذي وصفوه ب"الهش" بمعزل عن ضمانات اجتماعية تحميهم من تبعات مثل هذه الحوادث، خاصة بعدما جرى إخماد الحريق بمجهودات الجيران وتطوع شبابهم لذلك. وفي هذا الصدد، أفاد مصدر مطلع "المغربية"، أن الحريق أثار مخاوف باقي السكان من أن تمتد إلى "البراريك" الأخرى، التي تفتقد بدورها آليات تصد تأثير الحريق، حيث تتشكل من الخردة إلى جانب بعض مواد البناء البسيطة، إضافة إلى الأفرشة القابلة إلى الاشتعال. من جهة أخرى، فإن "كاريان" الرحمانة، يضم حوالي 6 آلاف "براكة"، إضافة إلى بعض الجيوب، عبارة عن دواوير صغيرة، سيجري ترحيل سكانها في الأفق القريب، بعدما جرى ترحيل سكان "كارياني طوما وزرابة"، حسب ما صرح به رئيس مقاطعة سيدي مومن سابقا ل"المغربية". كما كان كاريان "طوما" يؤوي حوالي 6 آلاف براكة، في حين كان "كاريان" زرابة يضم حوالي 700 براكة، وجرى اجتثاثهما نهائيا بتوافق مع السكان، الذين سيستفيدون من بقع أرضية بالمحمدية، كما هو الشأن بالنسبة ل"كاريان" الرحمانة، الذي من المزمع ترحيله بعد "طوما" و"زرابة" بالمنطقة نفسها، خاصة أن المساحة التي جرى اقتناؤها تمتد إلى 100 هكتار، إلى جانب بقع أرضية بتجزئة الفلاح بطريق أناسي، وفق ما صرح أفاد المقاطعة في تصريح سابق. وحسب زيارات ميدانية، أنجزتها المغربية" لعدة "كاريانات" بمنطقة سيدي مومن، فإن السكان عبروا أكثر من مرة، عن تذمرهم من البقاء في فضاء عشوائي متهالك يفتقد شروط العيش الكريم، في حين أكدوا أنهم غير مستعدين للرحيل عنه دون تعويض جميع الأسر المعنية بالاستفادة، بعيدا عن الإقصاء لأسباب يرونها ليس وجيهة.