صرح أحمد بريجة، رئيس مقاطعة سيدي مومن بالدارالبيضاء، بشأن عمليات الهدم الأخيرة، التي شملت حيي الصفيح "طوما" و"زرابة"، أول أمس الثلاثاء، أن المنطقة شهدت تقدما كبيرا في التخلص من دور الصفيح ولم يبق منها إلا "كاريان" الرحمانة، الذي يضم حوالي 6 آلاف "براكة"، إضافة إلى جيوب، عبارة عن دواوير صغيرة، معتبرا أن "برنامج محاربة السكن غير اللائق تحقق بشكل ناجح في منطقة سيدي مومن"، التي تعد بؤرة للتجمع الصفيحي في الدارالبيضاء. وقال بريجة، في تصريح ل"المغربية"، إن "كاريان طوما" كان يؤوي حوالي 6 آلاف براكة، وكان "كاريان زرابة" يضم حوالي 700 براكة، وقع اجتثاثها نهائيا بتوافق مع السكان، الذين سيستفيدون من بقع أرضية، ما زاد الثقة في أن تكون المنطقة في المستقبل القريب خالية من أي "براكة"، خاصة أن دوار الرحمانة سيخلى في الشهور المقبلة، بعد اقتناء حوالي 100 هكتار بالمحمدية لفائدة سكانه، موضحا أن سكان "طوما" و"زرابة" سيعوضون ببقع أرضية بالمكان نفسه حيث كانت توجد "البراريك"، إلى جانب بقع أرضية في تجزئة الفلاح بطريق أناسي. واعتبر بريجة أن إخلاء منطقة سيدي مومن من دور الصفيح، التي كانت تقدر بحوالي 23 ألف "براكة"، ليس "أمرا يسيرا، بسبب جملة من العراقيل والإجراءات المركبة، لكن توحد جهود المعنيين بالشأن المحلي، واستجابة السكان لعمليات الترحيل، ساعد على قطع أشواط مهمة في القضاء على هذا النوع من السكن العشوائي، لتبقى حوالي 7 آلاف "براكة" بالمنطقة من المزمع التخلص منها وفق تدابير محكمة، ستجعل من منطقة سيدي مومن نموذجا في ما يتعلق بمحاربة دور الصفيح". ويرى بريجة في تعويض السكان ببقع أرضية تصل إلى 84 مترا مربعا، مناصفة بين أسرتين، "مكسبا ملائما للاستقرار الاجتماعي والنفسي"، بعدما كانوا يقطنون "براريك" لا تتجاوز مساحتها 20 مترا مربعا. وأوضح أن الأسرتين ستدفعان 40 ألف درهم كثمن رمزي للبقعة لتتكفلا ببناء مسكنهما اعتمادا على إمكانياتهما الخاصة، أو بإشراك مقاول في البناء، مقابل حصوله على جزء من المسكن، حسب الاتفاق بين الطرفين. ويعتبر رئيس مقاطعة سيدي مومن أن الواقع الجديد للمنطقة، في ظل القضاء على كارياني "طوما" و"زرابة"، يشكل "دفعة قوية لمواصلة الجهود للتخلص من "البراريك" المتبقية والمحدودة، والتي ستُتخذ بشأنها تدابير مرضية لسكانها وللبيضاويين". وخلص إلى أن "الدارالبيضاء تستطيع، في أفق قريب، أن تكون مدينة خالية من "البراريك"، وهو الحلم الذي اعترته بعض الإكراهات القابلة للتجاوز، مادامت هناك مساع حثيثة لإنجاح برنامج محاربة السكن غير اللائق".