ذكرت المصادر أن هذه الحملة همت طنجة، حيث اعتقل، يوم الاثنين الماضي، 5 مشتبه هم، اثنان في المنطقة الأمنية الأولى في وسط المدينة، أما الباقون، فألقي عليهم القبض في المنطقة الأمنية بني مكادة، مشيرة إلى أن التحريات الأولية أظهرت ربطهم صلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنظيمات متطرفة خارج المغرب. في اليوم نفسه، أوقفت مصالح الشرطة 7 أشخاص في مدينة تطوان، اثنان أخلي سبيلهما، في حين، ينتظر أن يكون ضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، باشروا التحقيق مع العناصر الخمسة الأخرى المتبقية، بعد ضبط بحوزتهم كتب وتسجيلات تدعو إلى الجهاد. وفي مدينة الحسيمة تم إلقاء القبض على ستة عناصر، وردت أسمائهم في التحقيق مع مشتبه بهم بالانتماء إلى خلية مرتبطة ب "داعش". كما أظهرت التحريات الأولية، وفق المصادر ذاتها، وجود صلة مباشرة لهم مع عناصر متطرفة تنشط في تنظيمات إرهابية دولية، مبرزة أن إلقاء القبض عليهم جاء بعد رصد تواصلهم مع العناصر المتطرفة المذكورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت وزارة الداخلية أعلنت، الأسبوع الماضي، عن إيقاف امرأتين مواليتين لتنظيم "داعش" بمدينة طنجة، في سياق التحقيق مع الخلية التي جرى تفكيكها، أخيرا، بعدد من مدن المملكة. وكشفت الوزارة، في بلاغ لها، أن "تعميق البحث الجاري من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بخصوص الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها، أخيرا، والموالية لما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، مكن من إيقاف متطرفتين مواليتين لهذا التنظيم بطنجة، سبق أن أقامتا بمعسكرات تنظيم "القاعدة" بالساحة الأفغانية الباكستانية، وتأكد تورطهما في المخططات الإرهابية لهذه الخلية بالمملكة". يشار إلى أن تفكيك هذه الخلية الإرهابية، التي تتكون من 8 عناصر، جرى بتاريخ 21 يوليوز الجاري، بمدن طنجة، وتاونات، وبوزنيقة، وخريبكة. وأظهرت الأبحاث تورط عناصر الخلية في مخطط إرهابي "داعشي" ضد المملكة، يستهدف تصفية مسؤولين أمنيين، وضرب منشآت حساسة، بغرض بث الرعب في نفوس المواطنين وزعزعة الاستقرار بالمغرب. وكشف بلاغ لوزارة الداخلية أن قادة ميدانيين للتنظيم نسقوا مع زعيم الخلية من أجل إيواء مقاتلين موالين ل"داعش"، تلقوا تدريبات مكثفة في مجال التفخيخ وصناعة المتفجرات وحرب العصابات بمعسكرات التنظيم، قبل تزويدهم بجوازات سفر أجنبية، في أفق تأسيس "كتيبة" تتولى تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية بالمغرب، وفق المخطط المسطر من قبل هذا التنظيم بالساحة السورية العراقية. وأتاحت السياسة الاستباقية التي يتبعها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، منذ 2013، تفكيك 30 فرعا لتجنيد إرهابيين أو خلايا كانت تستعد للقيام بأعمال إرهابية. وأكد وزير الداخلية، محمد حصاد، يوم الاثنين المنصرم، في لقاء بالرباط مع ممثلي وكالات أنباء، أن الخبرة التي راكمتها الأجهزة الأمنية المغربية في مجال المكافحة الاستباقية للتهديد الإرهابي أصبحت حاليا معترفا بها على الصعيد العالمي، وهو ما مكن المغرب، أيضا، من قيادة فريق دولي لمكافحة الإرهاب إلى جانب كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وهولندا. وأشار إلى أن السلطات المغربية "تقوم بكل شيء"، وفي إطار التعاون الدولي لمنع الأعمال الإرهابية، موضحا "إننا نقوم بكل شيء حتى لا تتحول هذه التهديدات إلى أفعال ملموسة". وكشف الوزير أن "1350 مغربيا التحقوا بجماعات متطرفة في مناطق الصراع بالشرق الأوسط، توفي منهم نحو 286 شخصا". وأعرب حصاد عن أسفه لكون "هذه المناطق أصبحت بؤرا حقيقية للانتحار بالنسبة للشباب المغاربة"، مؤكدا على أهمية العمل التحسيسي الذي ينجز على أكثر من مستوى لإقناع الشباب المغاربة بعدم جدوى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية.