تناولت المباحثات، خلال هذا الاستقبال، سبل تقوية العلاقات الثنائية في أفق تطويرها إلى شراكة استراتيجية شاملة بين المغرب وجمهورية التشيك، فضلا عن قضايا الإرهاب والتطرف والهجرة والوضع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووجه رئيس جمهورية التشيك، بهذه المناسبة، دعوة إلى جلالة الملك لزيارة بلاده، مشددا على أن هذه الزيارة ستعطي نفسا جديد للعلاقات بين البلدين بحكم الدور الذي يلعبه جلالة الملك بالمنطقة والجهود التي يبذلها من أجل إرساء قيم السلم والتسامح في العالم. في هذا السياق أشاد الرئيس التشيكي بالدور الريادي الذي يلعبه المغرب بالمنطقة المغاربية وبالقارة الإفريقية وفق رؤية جلالة الملك الرامية إلى إشاعة قيم الاعتدال والوسطية التي يدعو إليها الإسلام. كما نوه رئيس الدولة التشيكية بمكانة المغرب في إفريقيا من حيث المشاريع التنموية والشراكة جنوب جنوب التي ينهجها في علاقاته مع القارة السمراء، والهادفة إلى تحقيق التنمية البشرية من خلال تشجيع المشاريع المدرة للدخل والأمن الغذائي والعناية بأوضاع المرأة والشباب والفئات الفقيرة بإفريقيا. وفي السياق ذاته، عبر الرئيس التشيكي عن دعمه للوحدة الترابية للمملكة، مشددا على أن هذا النزاع المفتعل ينبغي أن ينتهي في اتجاه دعم الحقوق الشرعية للمغرب على صحرائه. من جهة أخرى، طالب الرئيس التشيكي بشراكة ثلاثية بين المغرب والتشيك ودول إفريقيا في ما يخص إنجاز هذه الرؤية الطموحة، من خلال استكشاف مجالات أخرى للتعاون الثنائي بين البلدين في المجال الاقتصادي، خاصة قطاع الصناعات والطاقات المتجددة والبيئة والنقل في أفق بناء شراكات فاعلة بين البلدين تهم جميع المجالات. من جهته، رحب مزوار بدعوة الرئيس التشيكي الموجهة إلى جلالة الملك لزيارة جمهورية التشيك، معتبرا أنها تعكس المستوى المتميز التي تعيشه العلاقات الثنائية بين البلدين ورؤية قائدي البلدين المنسجمة في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مبديا في الإطار ذاته، اعتزازه بهذا الاهتمام الذي توليه جمهورية التشيك للمغرب كبلد ينعم بالاستقرار ويعيش دينامية متجددة تنظر الى المستقبل في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، منوها في الوقت ذاته بوصف رئيس التشيك المغرب بواحة الاستقرار بشمال إفريقيا. واعتبر وزير الشؤون الخارجية أن هناك آفاقا واعدة للشراكة بين البلدين يعززها انسجام رؤاهما وتقاسمها القيم ذاتها في ما يخص الدفاع عن الحداثة والديمقراطية ونبذ التطرف بكافة أشكاله، فضلا عن المستوى المتميز للحوار السياسي بينهما في عدد من القضايا الدولية والإقليمية. وبالمناسبة أشاد الرئيس التشيكي بالدور الذي لعبه المغرب في الوصول إلى اتفاق سياسي بين الفرقاء الليبيين بالصخيرات، وسعيه المستمر إلى إقرار السلم بالمنطقة.