نجح الممثل طارق البخاري في تقمص شخصية إدريس المنحرف في عمله الدرامي "وعدي"، الذي قدمته القناة الأولى في رمضان. واستطاع طارق الذي يجمع بين الدراما والكوميديا أن يقدم شخصيته بأداء متميز ومختلف حظي بتنويه النقاد والإعلاميين. وفي هذا السياق، قال طارق أنه يحاول الخروج من الأدوار النمطية بأدوار متنوعة، مشيرا إلى أنه يحرص غلى تنويع الأدوار والشخصيات التي يؤديها لكسب الجمهور المغربي وإرضائه، ففي شخصية الأب المنحرف قال البخاري إنه كان في تشاور مستمر مع المخرج ياسين فنان، لمناقشة الشخصية والبحث في كل حلقة عن نفس جديد يساهم في تطويرها ونجاح العمل. وأبرز البخاري أنه كان صادقا في الأداء وموفقا في الغوص في عمق شخصية هامشية منحرفة، وبما يكون هذا هو سبب قبول المشاهد للدور الذي لعبه كزوج مجرم يعيش وأسرته الصغيرة على عائدات التسول والسرقة والاتجار في المخدرات، دون إغفال دور الممثلة تيليلا التي لعبت دور الزوجة "ميلودة" إلى جانبه، إذ استطاعا أن يقدما معا للمشاهد عملا مشرفا، حسب قوله. وشد أداء تيليلا الانتباه، بقدرتها البارعة على تقمص دور زوجة تعيش أدنى الدرجات الاجتماعية، وتتوفق في تقمص شخصية تعيش بالاحتيال والسرقة. واستطاع المسلسل الذي عرضته القناة الأولى، طيلة شهر رمضان المبارك، من استقطاب أزيد من 52.5 في المائة من المشاهدين. وحسب إحصائيات مؤسسة "ماروك ميتري" لقياس نسب المشاهدة تمكن "وعدي"، من احتلال المرتبة الأولى في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على شاشة القناة الأولى، بحوالي 6 ملايين مشاهد. وبفضل "وعدي" قفزت نسبة الإقبال على القناة الأولى إلى أفضل مستوياتها في أوقات الذروة مسجلة 29.1 في المائة مقابل 7.1 في المائة في رمضان السنة الفارطة. وتتناول أحداث المسلسل، الذي صورت حلقاته بالدارالبيضاء معاناة "مينة" (صفاء جبيركو)، التي اختطفت من أهلها وهي طفلة من طرف أسرة تستغل الأطفال في التسول والسرقة، قبل أن تنتشلها يد القدر من الضياع لتنشأ في كنف سيدة ثرية عملت على تربيتها وتعليمها. وكسر "وعدي" القاعدة التي فرضت الأعمال الكوميدية في أوقات الذروة، ليثبت بالأرقام أن الأعمال الدرامية يمكن أن تتفوق على الكوميدية، خصوصا إذا كانت مستمدة من واقع المجتمع. قالت المنتجة هيندة سيقال إنها استوحت فكرة وقصة المسلسل من أحداث واقعية معيشة في المغرب وفي كل العالم، تتعلق بقضية اختطاف الأطفال واستغلالهم في التسول والسرقة، حيث يتغير مصيرهم، مؤكدة أنها ركزت على الجانب الإنساني للقصة التي تعكس معاناة بطلة المسلسل "مينة" والعديد من الشخصيات التي تحيط بها، من خلال توجيه أحداث السيناريو، الذي ساهم في صياغته ثلاثة كتاب مغاربة هم مراد الخوضي ولميس خيرة وإبراهيم هاني. وأكدت سيقال حرص "إيماج فاكتوري" على تقديم أعمال فنية مستمدة من الواقع المغربي والتراث الفني الوطني الغني بالأعمال المتميزة مثل أغنية "وعدي"، التي كتب كلماتها الراحل أحمد الطيب لعلج في سبعينيات القرن المنصرم وغنتها المطربة سميرة بنسعيد، وحققت نجاحا كاسحا في السبعينيات من القرن المنصرم، مشيرة إلى أن فكرة إعادة توزيع الأغنية وإدراجها في جينيريك المسلسل مستمدة من الكلمات التي تصور معاناة فتاة في مقتبل العمر مع محيطها العائلي والاجتماعي. وبخصوص حقوق تأليف الكلمات والوجوه الجديدة التي اختارتها لأداء أدوار البطولة في المسلسل، أوضحت سيقال إن إعادة تسجيل الأغنية بتوزيع جديد وجدت ترحيبا كبيرا من طرف ورثة الراحل أحمد الطيب لعلج. أما مسألة اختيار وجوه جديدة لبطولة المسلسل، مثل صفاء حبيركو وأسامة بسطاوي وعلي كرويتي وآخرين، فتدخل في إطار استراتيجية "إماج فاكتوري" التي تعمل منذ تأسيسها على اكتشاف المواهب لتطعيم الساحة الفنية المغربية والمساهمة في تقديم الدعم للجيل الجديد من الفنانين الشباب. المسلسل من بطولة صفاء جبيركو، وأسامة بسطاوي، وطارق البخاري، والسعدية لديب، وعلي كرويتي ومنصور بدري، وسمية أكعبون، وتيليلا، وحسنة الطمطاوي، ومريم الزعيمي، ورضا العلوي، ونادية النيازي.