تحول داء السكري بالمغرب إلى شبح مخيف، يخلف عددا من الإعاقات والأمراض المزمنة، ويعتبر السبب الأول وراء بتر القدم السكرية، بإجراء عملية بتر في كل دقيقتين، إلى جانب تسببه في فقدان البصر بعد إتلاف شبكية العين، والشلل النصفي والجلطة الدموية وأمراض الكلي الخطيرة. جدير بالذكر أن 8.3 في المائة من المغاربة فوق 20 سنة مصابون بالسكري، يصوم العديد منهم، رغم منعهم من طرف الأطباء، ورغم مخاطر الصيام، خاصة الذين يخضعون لعلاج بالأنسولين. وتبعا لهذه الوضعية، ينخرط عدد من الأطباء المتخصصين في داء السكري والحمية والغدد الصماء في الحملة الوطنية للتحسيس بالسكري، التي أطلقتها وزارة الصحة، للإدلاء بتصريحاتهم والمساهمة في التحسيس والتوعية بهذا المرض الذي ينتشر في صمت. ويحذر الاختصاصيون مرضى السكري من مخالفة نصائح وإرشادات طبيبهم المعالج، لتفادي وقوعهم في مضاعفات صحية خطيرة، على رأسها الغيبوبة التي تتطلب وضعهم تحت العناية المركزة في مصالح الإنعاش. وتبعا لذلك، يمنع على جميع مرضى السكري الصيام، بمن في ذلك الذين يستعملون حقن الأنسولين، لتجنب تهديد حياتهم بالموت أو بالضرر حسب عبد المجيد الشرايبي، رئيس مصلحة أمراض الغدد والسكري في مستشفى ابن سينا في الرباط. وبرر منع مرضى السكري من الصيام بخطر التعرض لارتفاع أو انخفاض حاد في نسبة السكر في الدم، ما يدخلهم في غيبوبة تامة، لذلك يطلب منهم الإفطار لتزويد أجسامهم بالمقادير التي يحتاجونها من مادة الأنسولين، وفق مواعيد دقيقة يحددها الطبيب الاختصاصي. مقابل ذلك، يسمح، علميا، بالصيام للمريض الذي يتابع علاجا عن طريق الحمية الغذائية، فقط، الذي لا يشكو خللا في نسبة السكر في الدم، على أساس أن يتوقف المصاب عن الصيام مباشرة بعد ملاحظته أدنى ارتفاع أو انخفاض في مقاييس مادة "ايموغلوبين كليكي" أو السكر. ولخطورة داء السكري، فإن منظمة الصحة العالمية رفعته لمرتبة الأمراض الوبائية، يتطلب من المصابين به تتبعا دقيقا للعلاج، والخضوع لتغذية منتظمة ولتمرين رياضي وتناول الدواء مثل الأنسولين لمرات متعددة في اليوم. ويؤثر السكري على الحالة النفسية للمرضى، محدثا تغييرا في اضطراب نسبة الجلوكوز في الدم، ما يتطلب انضباطا يتلاءم والحاجيات مع هاجس التعقيدات المحتملة على المدى البعيد، وتهديدات بهجمات سكر الدم وإمكانية الاجتفاف والغيبوبة. ويشدد الاختصاصيون على أن الإجهاد يزيد من نسبة مستوى السكر في الدم، ويرفع من مستوى مادة "الكاتيكولامينات"، وأن أي أداة لخفض التوتر مثل الاسترخاء تساهم في تحسين السيطرة على السكري، ما يدفع البعض إلى استخلاص أن الصوم من المفروض أن يكون له تأثير إيجابي على صعيد مراقبة السكري، بيد أن خطر التداعيات السلبية تظل أثقل.