أوضح باكايوكو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الزيارات تمكن، أيضا، من تعزيز أواصر الأخوة القائمة بين جلالته والرئيس الحسن وتارا، مضيفا "إنه لشرف كبير لبلدنا استقبال جلالة الملك محمد السادس". وأشار الوزير إلى مجموع الاتفاقيات الجديدة التي أضحت تجمع البلدين في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والروحية، مسلطا الضوء على اللقاءات التي سبق وأن جمعت بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن وتارا، التي تناولت العديد من محاور التعاون العملية والشراكات الاستراتيجية بين البلدين. وقال وزير الدولة الإيفواري إن "بلدينا يقدمان مفهوما جديدا للتعاون جنوب-جنوب، كما سبق وأن أعلن عن ذلك جلالة الملك ضمن ما أطلقنا عليه (نداء أبيدجان) في مارس 2014، عندما دعا جلالته البلدان الإفريقية إلى تعزيز علاقاتها، في أفق تثمين الثروات التي تتوفر عليها". وسلط باكايوكو الضوء على "واقعية"، و"نجاعة"، التعاون بين المغرب والكوت ديفوار، مشيرا، في هذا الصدد، إلى الأوراش الكبرى المنفذة من قبيل مشروع تهيئة بحيرة كوكودي، ومراكز التكوين المنجزة بأبيدجان. وأشار إلى الوتيرة المتسارعة التي يشهدها مسلسل ربط العلاقات التجارية والتقارب بين المؤسسات، مضيفا في هذا الصدد أن "زيارات جلالة الملك تشكل فرصة سانحة لتفعيل مختلف الملفات وتحفيز المبادلات بين البلدين". وقال "من منظور إنساني، نحن ممتنون كثيرا لتنقل ملك كصاحب الجلالة الملك محمد السادس لبلدنا بهدف الالتقاء مع سكانه، فجلالة الملك يتذوق أطباقنا ويحس وكأنه ببلده". وخلص باكايوكو إلى القول إن "ذاكرتنا الوطنية لن تنسى أبدا بأن جلالة الملك قرر تمديد زيارته الأخيرة في 2014، للالتقاء بالرئيس وتارا، الذي كان يقضي فترة نقاهة في الخارج. فليست هناك دلالة على الأخوة والصداقة بالنسبة لبلد ومسؤوليه أكثر من هذه المبادرات". وزير إيفواري: زيارة جلالة الملك للكوت ديفوار تفعيل للرؤية الملكية من أجل تعاون جنوب-جنوب ناجح أبيدجان (و م ع) - أكد وزير السياحة الإيفواري، روجي كاكو، أن زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للكوت ديفوار، تعد تفعيلا للرؤية الملكية لتعاون جنوب-جنوب ناجح ومربح لكلا الطرفين. وأوضح كاكو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحديث عن التعاون جنوب-جنوب يعود إلى عقود مضت، بينما لم يتم في المقابل إنجاز أشياء ملموسة، مشيرا إلى أن "المغرب يقوم بالتفعيل الحقيقي لهذه الفلسفة، التي تشكل مقاربة متميزة تروم تحفيز المبادلات بين بلدان الجنوب قبل اللجوء إلى دول الشمال". وقال إن "تفعيل هذه الرؤية أمر مهم للغاية، اعتبارا لما بوسع المغرب تقديمه لبلدان القارة، سيما الكوت ديفوار"، مؤكدا أن هذه الزيارة الملكية، التي تدخل في إطار جولة تقود جلالته إلى عدد من البلدان الإفريقية الأخرى، كفيلة بتعزيز علاقات التعاون الجيدة التي تجمع أبيدجان بالرباط. وأضاف أن الكوت ديفوار تتطلع، من خلال تعزيز علاقاتها الاقتصادية ومبادلاتها التجارية مع المملكة، إلى مضاعفة صادراتها نحو المغرب، مع الاستفادة من التجربة والخبرة التي راكمتها "المملكة الشريفة" في شتى المجالات. في السياق نفسه، سلط كاكو الضوء على تميز وعمق العلاقات القائمة بين المغرب وجمهورية الكوت ديفوار، مذكرا بأن هذه الروابط الأخوية تعود إلى عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني والرئيس الراحل فليكس هوفوييت بوانيي، تغمدهما الله برحمته الواسعة، والتي تمت صيانتها وتعزيزها بشكل أكبر من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن وتارا. وأوضح الوزير أن "البلدين تجمعهما اليوم علاقات أخوية مميزة تمتد إلى التعاون الاقتصادي والتجاري، كما يشهد على ذلك التزام المملكة المغربية التي استثمرت كثيرا بالكوت ديفوار في مختلف المجالات، من قبيل البنيات التحتية، وقطاعي البنوك والتأمينات، والبناء والأشغال العمومية، وتكنولوجيات الإعلام والاتصال". وفي معرض حديثه عن التعاون بين البلدين في المجال السياحي، أشاد الوزير بقرب إطلاق أشغال تهيئة بحيرة كوكودي من طرف مقاولة مغربية أثبتت كفاءتها وخبرتها الكبيرة في مجال اختصاصها. وعبر كاكو، في هذا السياق، عن عميق امتنانه وجزيل شكره للمملكة المغربية، التي وفرت نحو 150 منحة مخصصة للطلبة الإيفواريين الذين يتلقون تكوينات بالمغرب في قطاعي السياحة والفندقة. وأضاف "إننا نتطلع إلى الاستفادة من خبرة وتجربة المملكة المغربية في القطاع السياحي"، مذكرا بأن المغرب يعد من بين أكبر البلدان السياحية على مستوى القارة الإفريقية، حيث يصنف ضمن الوجهات السياحية 20 الأولى عالميا، بتسجيل نحو 11 مليون سائح خلال سنة 2014، قائلا، في هذا الصدد، إن "هناك الكثير أمام الكوت ديفوار لتتعلمه من المغرب". وبخصوص الشراكة السياسية بين المغرب والكوت ديفوار، نوه الوزير بتقاطع وجهات نظر البلدين حول الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي تهم بالخصوص، السلم واستقرار ورفاهية سكان القارة. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن جميع القضايا، سيما تلك المتعلقة بمحاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والأطفال، وتبييض الأموال تشكل "تحديات مشتركة أمام البلدين". وخلص كاكو بالقول "أعتقد أن هذا المعطى ينسجم، تمام الانسجام، مع علاقات الأخوة والصداقة القائمة منذ زمن بعيد بين البلدين". كيوم سورو: موقف الكوت ديفوار بشأن قضية الصحراء المغربية لم يطله التغيير منذ عقود * أبيدجان (و م ع) - أكد رئيس الجمعية الوطنية الإيفوارية، كيوم سورو، أن موقف الكوت ديفوار بخصوص قضية الصحراء المغربية لم يتغير منذ عقود. * وقال سورو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للكوت ديفوار، إن "موقفنا كان وسيظل على ما هو عليه. إننا ندعم موقف المملكة المغربية من النزاع مع جبهة (البوليساريو) حول قضية الصحراء المغربية". * وأضاف "نعتبر أن هذه المنطقة تشكل جزءا من تراب المملكة المغربية"، موضحا أن الكوت ديفوار "ترى أن حل هذه الأزمة يكمن في إجراء حوار مباشر بين أطراف النزاع". * وفي هذا السياق، يضيف سورو، "ندعم المحادثات المنعقدة قبل أزيد من سنتين بضاحية نيويورك بين المغرب و(البوليساريو)، من أجل تحديد شروط ممارسة السيادة الكاملة للمملكة المغربية بهذه المنطقة، في إطار نظام الحكم الذاتي المخول لهذا الجزء من البلاد". * وكان رئيس جمهورية الكوت ديفوار الحسن وتارا، جدد خلال زيارته الرسمية للمغرب يومي 20 و21 يناير الماضي، دعم الكوت ديفوار "الثابت" للمقترح المغربي القاضي بتخويل حكم ذاتي موسع لجهة الصحراء، في إطار السيادة المغربية.