حرص لحسن وريغ في كتابه الأول خلال سنة 2015 على العودة سنوات إلى الخلف، وساءل أحمد حرزني، الذي فضل تسميته ب "سي أحمد"، حول سنوات الرصاص، وقال وهو يستعيد بعضا من ذكريات الأمس "كانت والدتي تشد الرحال أسبوعيا من محطة القطار بعين السبع (عنوان إقامة عائلتي آنذاك) إلى القنيطرة.. تخرج من المنزل ومعها القفة.. تترجل المسافة الفاصلة ما بين المنزل والمحطة.. تمتطي أول قطار متوجه إلى مدينة القنيطرة.. ثم تتجه بعد الوصول إلى السجن المركزي، حيث ينتظرها الانتظار.. في غالب الأحيان تصادف ظروفا تجعل الزيارة ممنوعة ذلك اليوم، فتعود من حيث أتت.. سنوات طوال قضتها أمي على هذا المنوال /وقد أصدرت خديجة المنبهي كتابا تحت عنوان "مقتطفات مختارة من كتاب الاضطهاد" تصف فيه مثل هذه المعاناة مع السجن/". تحدث حرزني في الكتاب عن ميولاته الأدبية، وتطرق إلى الكتب التي تتضمنها خزانة منزله، وتلك التي كان مولعا بقراءتها، ومما جاء في اعترافاته "قبل الارتماء في أحضان ماركس وماوتسي تونغ، لا بد لأن أشير إلى فترة قصيرة ولكن مكثفة أدمنت فيها على قراءة شعر القرن التاسع عشر الفرنسي. كنت مولعا خاصة ببودلير ورامبو وفرلين، مضافا إليهم شاعر من القرن العشرين هو جاك بريفير، وكم نسخة من أشعار هؤلاء حجزت أستاذة الفرنسية، إذ كنت أطالعها وهي تلقي الدرس، ولا شك أنه كان يدخل في سلوكي هذا عنصر إثارة ....". وختم المؤلف كتابه بما أسماه وثائق، وهي عبارة عن رسائل وكلمات ووجهات نظر، عبر عنها أحمد حرزني في مناسبات مختلفة، منها على سبيل المثال الوثيقة رقم 8، التي عنونها ب "لا ديموقراطية بدون ديموقراطيين"، التي تحدث فيها عن انتخابات 27 شتنبر.