يعد الدرقاوي من أبرز الرسامين المبدعين، الذين تتميز أعمالهم بمخيلة إبداعية قوية وفريدة من نوعها، حيث تحليله للقضايا السياسية والاجتماعية في لوحة يضاهي ما يحلله أكبر الخبراء السياسيين، وهو متتبع نهم للقضايا الوطنية والعربية والدولية، متسلح بعين ثاقبة وأنامل تصبح طوع اللوحة التي أمامه، فتجده يعبر عن كل ما يصادفه من مشاهد ومظاهر تمس الحياة اليومية للمواطن في لوحات تحمل نبرة لا تخلو من سخرية في الكثير من الأحيان، دون أن تتخلى عن تلك العفوية والسلاسة أو تخرج عن نطاق المخزون التأملي الواعي لتداعيات المظهر أو الحدث المعبر عنه. في جعبة الفنان عبد الله الدرقاوي، ابن مدينة بلقصيري، أكثر من قضية وأكثر من فكرة لا يرتاح حتى يوثقها في لوحة أو رسم، لتصبح بعد ذلك مرجعا للعديد من وسائل الإعلام تستشهد بها في مقالاتها. رأت أولى رسوماته النور على صفحات جريدة "أنوال"، حيث كان يرصد بعين نافذة مظاهر الحياة اليومية للمواطن وقضاياه الاجتماعية، فينقلها بكثير من الصدق على اللوحة التي يجد فيها المتلقي أو القارئ للجريدة تحليلا متكاملا يقول ما لم تقله مقالات تحليلية مفصلة. كما نشرت له الكثير من الأعمال بمجلة "الشاهد" و"الدستور" الأردنية، دون أن يفوته الاهتمام بالأطفال من خلال أعمال في مجال ثقافة الطفل من خلال قصص مصورة نشرت بعدة مجلات عربية. أقام عدة معارض فردية داخل وخارج المغرب، ولقيت صدى طيبا، كما شارك في المعرض الجماعي لأشهر الرسامين العرب بواشنطن 2011. يشارك الدرقاوي كل سنة في مهرجان "سنت- جست- لومارتيل" للكاريكاتير بفرنسا. حاز الدرقاوي الجائزة الأولى لمسابقة الكاريكاتير حول موضوع العولمة والمعلوميات" في معرض "إ-إكسبو" للمعلوماتية، بباريس 2006، والجائزة الأولى في المسابقة الدولية حول "الهولوكوست" ضد الشعب الفلسطيني، بإيران 2007، وهي اللوحة التي أثارت اهتمام النقاد والمهتمين لما جسدته من تعبير صريح حول موضوع الهولوكوست. ثم الجائزة الثانية لمسابقة ناجى العلي للكاريكاتير، التي أقيمت بلندن 1993. حصل أيضا على جائزة "جلال الرفاعي للكاريكاتير" في ملتقى الإعلاميين الشباب بالأردن 2012. وله تحت الطبع كتاب يضم أجمل ما نشر في الصحف المحلية والعربية من رسوماته الكاريكاتيرية التي تختصر آلاف الكلمات لتعبر عن واقع الحال، كما يعبر عنها يوميا الآن، في أعماله المنشورة بجريدة "المغربية". يذكر أن مهرجان تويسيت لرسوم الصحف والكارتون شهد عدة أنشطة فنية ومعارض وندوات حول فن الكاريكاتير، وتأثيره، وتأثره بالصحافة المكتوبة ودوره التنويري، واهتمامه بقضايا المواطن الاجتماعية والسياسية، وتفاعل القراء معه على صفحات الجرائد الوطنية، ومواقع التواصل الاجتماعي. كما ناقش موضوع السخرية الاجتماعية في وسائل الإعلام الإلكترونية ومواقع الشبكات الاجتماعية وأثرها، إلى جانب تنظيم ورشات حول تقنيات الأشرطة المرسومة لفائدة المواهب الشابة المتحدرة من منطقة تويسيت، وحول تقنيات رسم الكاريكاتير. المهرجان كان مناسبة أيضا للحوار حول الحرية واحترام الآخر كمبدأ يجب أن يتحلى به فن الكاريكاتير، في إطار ندوة حول الكاريكاتير الفرنسي وأحداث شارلي ايبدو، التي قام بتنشيطها فناني الكاريكاتير محمد السعدني والفرنسي طوني كوارش، وهي الندوة التي خلصت إلى أن فن الكاريكاتير، كسائر الفنون، مسؤول في ممارسة رسالته في الحياة التي تنبني على خلق جسور التواصل بين البشر ونبذ الحروب والفتن.