نشأت زهرة في مدينة خريبكة، وتركت المدرسة في عمر 15 سنة، لتستقر بعد ذلك في باريس، مع والدها، الذي كان عضوا سابقا في الجيش. كتبت زهرة ولحنت أول أغانيها في سن 18، عندما كانت تعمل في متحف اللوفر، ليصل ريبرتوارها الغنائي في 2005، إلى 50 أغنية، من بينها "بيوتفل تانغو"، و"أورسول"، و"ثري" و"ستاند أب"، حققت النجاح والتميز. ولا تدع زهرة ذلك التميز للصدفة، بل تسعى إليه جاهدة، كما تسعى لنقل الثقافة الأمازيغية والمغربية المتنوعة، بعيدا عن الحدود، هذا ما أكدته هندي في حوارها التالي مع "المغربية". حقق حفلك الأول في الدورة 18 لمهرجان "كناوة وموسيقى العالم"، نجاحا باهرا، وتجاوب معك الجمهور بشكل كبير، ماذا يمثل لك الغناء في الصويرة، مقارنة بأي مدينة أو في أي مهرجان آخر؟ أصر على حضور هذه التظاهرة دائما، كزائرة، للاستمتاع بفن "تاكناويت"، والتعرف على جديد "لمعلمين"، كان الوقوف على خشبة مسرح "كناوة" حلما بالنسبة لي، وتحقق الحلم في النهاية. وكانت مدينة الصويرة آخر محطة ضمن جولة فنية لي في المغرب، أحييت خلالها حفلات في كل من القنيطرة، الدارالبيضاء، آسفي، وأكادير، وأؤكد أن الموسيقيين الذين رافقوني في جولتي الفنية وزاروا المغرب لأول مرة، ذهلوا بالجمهور الذي حضر مهرجان "كناوة"، وأعتبرها من أفضل حفلاتي على الإطلاق. بعد ألبومك "هاند ميد" الذي ضم ألوانا غنائية مختلفة، ما الذي ستقدمه زهرة في الألبوم الجديد؟ أقدم أغاني باللغات الفرنسية، والأمازيغية والإنجليزية، واللهجة العامية (الدارجة)، بإيقاعات حسانية وإيرانية، وكوبية، وبرازيلية، أيضا، بعد أن اكتشفت أننا كمغاربة نتشابه مع البرازيل في الثقافة والموسيقى. ولا أنكر أنني أهدف إلى الربط بين الثقافة المغربية ومكوناتها، وباقي دول العالم، وأنقل الجمهور في سفر فريد عبر الموسيقى، إلى عوالم أخرى، ربما لم يتعرف عليها قط. بصراحة، أرى أن المغرب يختزل ثقافات العالم بأسره، بصحرائه وثلوجه، وبحره، وربما ذلك ما يجعله قبلة للفن ولنجوم العالم. يتساءل البعض لماذا لا تغني زهرة هندي إلا من كلماتها، رغم أن هذه الأخيرة تتسم بالبساطة؟ أهتم أكثر بأن أمزج اللهجة الأمازيغية بإيقاعات أخرى، كالفولك والجاز، والتريبال، وأن أقدمها بأسلوب جديد، بعيد عن الغناء التقليدي المعروف، من أجل إيصالها للعالم. ولا أنكر أنني أولي اهتماما أكبر للموسيقى أكثر من الكلمات، فبرأيي أفضل أن أجعل جمهور العالم يتمايل ويرقص على أنغام أغاني، ويرددها، وهذا ما حدث لي فعلا في النرويج والمكسيك وغيرهما، حيث سعدت عندما غنى معي الحضور أغنية "إميك سي إيميك". وأضرب مثالا بالفنان العالمي بوب مارلي، الذي يعشقه الملايين، ويستمتعون بأغانيه رغم كلماتها البسيطة، التي طالما أكد أنه يتطلع من خلالها لأن يفهمه الصغار والكبار على حد سواء. لذلك أفضل كتابة كلمات أغاني بنفسي، فلدي قصص لأحكيها لن يعبر عنها أحد أفضل مني، فأنا مؤمنة بأن سر التميز يكمن عادة في البساطة. في أي لغة ترتاح زهرة هندي؟ أنا خليط من كل اللغات التي قدمتها، الإنجليزية، الأمازيغية والفرنسية وغيرها، وأتطلع في المستقبل لأداء اللغتين البرتغالية والإسبانية. تميز مسارك الفني بتجارب في عالم التمثيل، كيف فكرت في دخول عالم الفن السابع؟ لم أفكر يوما في خوض تجربة التمثيل، ففي حياتي أترك الأقدار توجهني إلى ما فيه خير لي وللمحيطين بي. كنت خائفة من الوقوف أمام الكاميرا، عندما اقترح علي المخرج التركي فتيح أكين التعاون معه في فيلمه، لكنني اندفعت برغبة في الاكتشاف وطموح بأن أرضي جمهوري من خلال مختلف الأجناس الفنية، وكنت كالملقى في اليم، عليه أن يسبح بكل ما أوتي من جهد ليصل إلى بر الأمان، والحمد لله تكللت التجربة بالنجاح، وكررتها مع المخرجة تالا حديد في فيلم "إطار الليل"، وينتظرني فيلم جديد مع المخرجة نفسها. تتميزين عن باقي بنات جيلك من الفنانات بارتداء أزياء وإكسسوارات خاصة مختلفة الألوان، ماهي الرسالة التي تودين إيصالها من خلال ذلك؟ أعشق في المرأة المغربية، والأمازيغية بالخصوص، إصرارها على التزين ووضع الإكسسوارات المختلفة، لذلك أصر بدوري على القيام بالشيء نفسه، بالإضافة إلى أنني مؤمنة بالاعتقادات السائدة وأن الحلي والزينة تقي من الحسد. وتبقى تلك الحلي والإكسسوارات، وسيلة لخلق التوازن بين ما أرتديه من هندام، يميل أحيانا للباس الرجال.