سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إطلاق 3 أرضيات من الرباط للتعاون في قطاع الطاقة بحوض المتوسط مشروع كبير ينخرط فيه الاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي
اعمارة: هناك رغبة دول الشمال في تعزيز تعاونها مع الجنوب لتحقيق استقلالية طاقية
أطلقت، أمس الثلاثاء بالرباط، ثلاث أرضيات موضوعاتية، موجهة لاستئناف الحوار رفيع المستوى حول القضايا المتعلقة بإدماج الأسواق وشبكات الربط البينية الكهربائية، والطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، والغاز الطبيعي، في إطار الاتحاد من أجل المتوسط. وأضاف الوزير أن مساهمة المغرب في إطلاق هذه البرامج الثلاثة ترجع إلى أنه "بلد فاعل في مجال التعاون بين دول شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه في ميدان الطاقة"، مضيفا أن الإعلان عن إطلاق هذه البرامج الثلاثة في مجال الطاقة "يعبر عن رغبة الدول الأورومتوسطية في تعزيز تعاونها مع دول الجنوب لتمكينها من تحقيق استقلالية طاقية". وأطلقت هذه الأرضيات بحضور ميغيل أرياس كانيتي، المفوض الأوروبي المكلف بالعمل من أجل المناخ والطاقة، وبحضور فتح الله السجلماسي، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وغالب معابرة، وكيل عام وزارة الطاقة الأردنية، إضافة إلى مجموعة من الأطراف المعنية بأوجه التعاون المتعلقة بمجالات الطاقة. واعتبر اعمارة أن هذه المبادرة من شأنها تشجيع التطور على أعلى مستوى في مجال الطاقات المتجددة، وتحسين مرونة النظم الكهربائية، من خلال ولوج كبير للغاز الطبيعي في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. ويأتي إطلاق هذه الأرضيات ليعطي الخطوة الأولى لإنعاش التعاون بين دول ضفتي المتوسط في مجال الطاقة، ولتأكيد إرادة البلدان الأورو-متوسطية للعمل سويا، من أجل تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، في أفق تأمين تزود "مستدام" بالطاقة. كما تعكس تعبئة المغرب وشركائه من أجل إطلاق هذه الأرضيات الوعي المشترك بالموقع المهم للطاقة في التنمية المستدامة في المنطقة الأورو-متوسطية. ويعتبر المغرب أحد المستفيدين الرئيسيين من التعاون الطاقي بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط، بفضل مشاريع لمواكبة تنفيذ مخطط الطاقة الشمسية، والبرنامج المندمج للطاقة الريحية والتكوين في المهن الجديدة للطاقات المتجددة. ستطلق هذه الأرضيات، التي مازالت في طور الإنجاز، بشكل رسمي في الأسابيع المقبلة. وستطلق أرضية الغاز في 11 يونيو بتونس، مع إطلاق أرضية حول السوق الإقليمي للكهرباء في المغرب، وإطلاق أرضية حول الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية في 14 شتنبر بالقاهرة. وأبرز اعمارة أن هذه الأرضيات تشكل منتديات رفيعة المستوى ودائمة، تمكن من مناقشة أهداف السياسات الطاقية والتدابير المعتمدة لتحديد إجراءات شراكة محددة وملموسة ومتابعة تنفيذها، مذكرا أن بلدان البحر الأبيض المتوسط تربطها علاقات اعتماد متبادل في مجال الطاقة، نظرا لحاجة بعضها إلى إمدادات آمنة، وبعضها الآخر لأسواق آمنة، داعيا إلى تعزيز هذا الاعتماد المتبادل، من أجل وضع شروط بروز شراكة في مجال الطاقة، وتأمين الإمدادات بالطاقة بصفة متحكم فيها، وباندماج فعال لشبكات الكهرباء والغاز. من جهته، نوه أرياس كانيتي بطموح المغرب للعمل على إدماج الطاقات المتجددة في مزيجها الطاقي، معتبرا أن مخططات العمل والأهداف المحددة من طرف الوزارة في هذا المجال من أجل تحقيق المشاريع الكبرى والإصلاحات الطموحة، تتصف بالواقعية. وأعلن كانيتي أن "إطلاق هذه الأرضيات يعد خطوة إلى الأمام نحو اندماج الأسواق في المنطقة"، مضيفا أن دول الاتحاد الأوروبي والمغرب يتقاسمان الانشغال نفسه بتأمين إمداد طاقي موثوق به ومستدام. في السياق نفسه، قال السجلماسي إن إحداث هذه الأرضيات يبرز الحاجة الكبيرة لهيكلة التعاون في مجال الطاقة بالمنطقة، من أجل الاستجابة الكبيرة للقضايا الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية، موضحا أن مسلسل الحوار الرفيع المستوى في مجال الطاقة يتوخى تعزيز التعاون الإقليمي بطريقة تدريجية وشفافة، تساعد على بناء نظام طاقي قادر على تلبية احتياجات وتطلعات دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط.