قال المنظمون، في ندوة صحفية بالدارالبيضاء، الجمعة المنصرم، بمشاركة تاج الدين بادو، المدير العام للمهرجان ومؤسسة "روح فاس"، وألان ويبر، المدير الفني للمهرجان، وعلي بنمخلوف، رئيس منتدى فاس، إن الدورة 21، التي تحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن دورة هذه السنة ستحتفي بالبعد الثقافي الإفريقي لمدينة فاس، من خلال شخصيتين بارزتين هما الحسن الوزان (ليون الإفريقي) وأحمد التيجاني، كما ستواصل الدورة الانتصار للمبادئ الكونية وروح التسامح والانفتاح، من خلال الموسيقى والشعر، وكل ما يحرك مشاعر النبل ويساعد على تقاسم المعرفة، في مدينة عريقة مثل فاس، التي تعتبر أهم وأعرق مركز تقافي وديني بإفريقيا. وقال بادو إن مدينة فاس عرفت كيف تحول نمط حياتها وروحانيتها إلى هذا المهرجان، الذي هو تجميع لعدد من النماذج الحضارية والثقافية. وأضاف أن اختيار شخصيتين من مدينة فاس، الحسن الوزان وأحمد التيجاني، اللذين بصما برحلاتهما إلى إفريقيا الروابط بين دول جنوب الصحراء والمغرب على كل المستويات، جاء ليبرز البعد الدولي لهذا المهرجان. وأضاف أن برنامج الدورة 21 قدم ببرشلونة وباريس ولندن، لإبراز دور المهرجان في ربط جسور التواصل بين مختلف ثقافات العالم، مشير إلى أن المنظمين يسعون إلى تقديم الدورة المقبلة بأمريكا وألمانيا والدول الإسكندنافية، للتعريف أكثر بهذه التظاهرة العالمية، موضحا أن الدورة الحالية ستشهد حضورا إعلاميا مكثفا من فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، والمغرب والعالم العربي. من جهته، سلط المدير الفني للمهرجان، ألان ويبر، الضوء على الجانب الفني للمهرجان، بتنظيم 50 عرضا بمشاركة 500 فنان من مختلف بقاع العالم، من أبرزهم الفنان الإماراتي حسين الجسمي والنجم التونسي صابر الرباعي. وتابع ويبر أن الدورة 21 ستحتفي بمختلف التعابير الموسيقية العصرية المنبثقة من الموسيقى الإفريقية التقليدية العريقة ممثلة في هذه الدورة، بموسيقى البلوز والريغي والموسيقى الكوبية. وتميز اللقاء بتقديم مقطوعة صوفية أدتها المطربة المغربية الشابة سناء مرحاتي رفقة الفنان عبد الفتاح النكادي الذي غنى جزءا من مرثية أبو البقاء الرندي "لكل شيء إذا ما تم نقصان". وتشتمل هذه الدورة، التي تستقبل نحو 80 ألف متفرج، على برنامج غني ومتنوع، يتضمن عروضا موسيقية ومحاضرات ونقاشات في إطار منتدى فاس، وليالي صوفية، وأنشطة أخرى بعدد من فضاءات المدينة. ويتضمن برنامج المهرجان، الذي أضحى موعدا قارا لعشاق الموسيقى الروحية، عروضا سيحييها فنانون من القارة الإفريقية، ومن بلدان أخرى كالصين وكوبا وإسبانيا، مكرسا التوجه الدولي لهذا اللقاء الفني الرفيع. كما سيشتمل البرنامج على منتدى حول موضوع "فاس مرآة إفريقيا" سيقام بفضاء متحف البطحاء، بمشاركة أزيد من 20 متدخلا سيتناولون "مسارات روحية، مسارات للشراء"، و"التعدد اللغوي بإفريقيا"، و"إفريقيا والمقدس"، و"الحسن الوزان، ليون الإفريقي" و"أي اقتصاد لإفريقيا". وقال رئيس منتدى فاس، علي بنمخلوف، إن "فاس ظلت على امتداد التاريخ القديم والحديث ملتقى للمعرفة السياسية والدينية والعلمية، والمهارة التجارية المتجذرة في الأندلس القروسطية وفي إفريقيا جنوب الصحراء"، مشيرا إلى أن مؤسسة "روح فاس" ستخصص منتدى هذه السنة للنظر في علاقات المدينةبجنوبها الإفريقي، الذي يواجه تحديات كثيرة.