تم مساء أمس الثلاثاء خلال ندوة صحفية بمدينة برشلونة ، تقديم برنامج الدورة العشرين لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي ستقام من 13 إلى 21 يونيو المقبل تحت شعار "منطق الطير ... عندما تسافر الثقافات". وتشتمل هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، برنامجا متنوعا، يتضمن عروضا موسيقية، وندوات ونقاشات في إطار "منتدى فاس"، فضلا عن ليالي صوفية، وأنشطة أخرى بعدد من فضاءات المدينة. وقال السيد عبد الرفيع زويتن المدير العام للمكتب الوطني للسياحة ورئيس مؤسسة (روح فاس) المنظمة للمهرجان، في تدخل خلال الندوة، إن هذه الدورة تحتفي بعشرين سنة من مسار هذه التظاهرة الاستثنائي المفعم بالمشاعر الصادقة وبقيم التسامح و الحوار الثقافي والتبادل والانفتاح على الآخر . وأضاف أن المهرجان سيكرم خلال هذه الدورة القارة الإفريقية حيث سيتم تقديم عشرات الفقرات الفنية والفكرية المتعلقة بإفريقيا، مشيرا إلى مشاركة جوني كلي ويوسو ندور وبودي غاي في إحدى سهرات الدورة. وأكد أن هذا المهرجان الذي يعطي صورة حقيقية عن المغرب المعاصر بتقاليده العريقة ، والذي يمضي قدما نحو الحداثة، سيمكن كبار الفنانين والمفكرين من اقتسام لحظات رائعة مع سكان فاس ورواد المهرجان. وأبرز السيد زويتن، من جهة أخرى، المشاريع التي تعتزم مؤسسة ( روح فاس) إطلاقها، مشيرا في هذا الصدد إلى إحداث جائزة تكافئ الشخصيات التي تعمل من أجل نشر قيم التسامح والتنوع الثقافي، ومهرجان مخصص لفن الطبخ. وتطرق المدير الفني للمهرجان ألان فيبير من جهته ، الى الجانب المتعلق بالعروض الموسيقية حيث أعلن أنه بالإضافة إلى حفل الافتتاح، الذي يحمل شعار الدورة ، سيقدم عدد من الفنانين من مختلف بقاع العالم إبداعاتهم خلال مختلف فقرات المهرجان ومن ضمنهم رقية تراوري (مالي) وروبيرتو ألاغنا (فرنسا) ولوزميلا كاربيو (بوليفيا) وبارديك ديفاس (آسيا الوسطى) وكاظم الساهر (العراق). كما يقترح المهرجان سهرة أندلسية كبرى، فضلا عن تكريم روح الزعيم الجنوب الإفريقي نيلسون مانديلا . وسيتيح "منتدى فاس"، الذي يعقد تحت شعار "ثقافات وهويات في تحول"، التفكير في عدد من القضايا ذات الطابع الراهن. ويتضمن برنامج المهرجان أيضا "ليالي المدينة"، التي تتيح سفرا حقيقيا عبر الموسيقى في قلب منازل ورياضات فاس القديمة، فضلا عن معارض للرسم لفنانين مغاربة ومن العالم، وورشات لفن الخط والمسرح. وعبر ضيوف الندوة الاسبان من جانبهم، عن إعجابهم بمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة الذي يجسد قمة الإبداع الفني والثقافي في العالم والذي يسهم في نشر قيم التسامح والتبادل والاحترام المتبادل. وقالوا إن هذه التظاهرة تعكس التقاليد العريقة للمغرب باعتباره ملتقى للحضارات والثقافات بالمنطقة المتوسطية والأطلسية. وتم في ختام الندوة تقديم شريط وثائقي يعرض مختلف فقرات الفنية والثقافية التي حفلت بها الدورة التاسعة عشرة من المهرجان. كما قدمت الفرقة الموسيقية " الأوركيسترا العربية لبرشلونة" مقطوعات موسيقية صوفية لقت ترحيبا كبيرا من قبل الجمهور الحاضر خاصة الاسباني الذي تفاعل مع الموسيقى رغم حاجز اللغة. وقد ساهم في تنظيم الندوة التي أقيمت في أحد أكبر وأعرق المتاحف ببرشلونة ( مركز البورن) ، المعهد الاوروبي للمتوسط ومؤسسة بن بطوطة وبلدية برشلونة. كما شارك في الندوة الفنان جوردي سافال الذي سيساهم في المهرجان بعرض بعنوان " مغرب مشرق"، وميكيل إيستبي ممثل لجنة الهجرة ببلدية برشلونة ومحمد الشايب رئيس مؤسسة ابن بطوطة.