تعيش العاصمة العلمية بين 4 و12 يونيو القادم على ايقاع فعاليات مهرجان فاس للموسيقى الروحية في دورته السادسة عشرة تحت شعار تزكية النفس. وأوضح السيد محمد القباج رئيس مؤسسة "روح فاس" المنظمة لهذا المهرجان خلال ندوة صحفية نظمت بالدار البيضاء، أن موضوع تزكية النفس يجسد مبادئ التسامح واحترام الآخر التي يكرسها المهرجان منذ إنشائه، مشيرا إلى أن فاس كانت على الدوام مرحلة مهمة في سفر الروح لعدد من المفكرين من أمثال ابن رشد وابن ميمون وابن عربي وابن خلدون وابن بطوطة وغيرهم. وأضاف أن مهرجان فاس يسعى من خلال الفن إلى إبراز مواجهة الإرث التقليدي العالمي مع العولمة الثقافية، كما يشكل رحلة عبر البحار والقارات لاستكشاف الحضارات الكبرى لآسيا وإفريقيا والشرق والغرب. وتقدم هذه الدورة برنامجا احتفاليا لكل الثقافات العالمية من خلال الموسيقى، وكذا الندوات التي ستجرى في إطار لقاءات فاس والمعارض، حيث سيستضيف المهرجان مجموعة من الفنانين والمجموعات الغنائية والموسيقية والاستعراضية، مغربية وأجنبية، من بينهم الفنان السوري صباح فخري الذي سيغني لأول مرة ضمن فرقة الأصوات الكبرى لحلب، والفنانة الهندية كامي، ومجموعة الموسيقيين من النيل والباليه الملكي من كمبوديا، وفرقة من أفغانستان، وغيرهم، إضافة إلى أصوات مغربية شعبية منها: الفنان الأمازيغي محمد رويشة، والمغني عبد العزيز الستاتي، والفنانتان نجاة عتابو وتشنويت. وأشار بلاغ وزع بالمناسبة إلى أنه على هامش المهرجان ستنظم سلسلة من المحاضرات بمتحف البطحاء، حول موضوع "سفر الروح: من اللغز إلى الكشف ستناقش محاور "السفر الداخلي، السفر في الكتب المقدسة، الحج، الهجرة، والسفر الأسطوري". وسيحتفي المهرجان الذي حصل على الجائزة المتوسطية للسلام واعتبرته الأممالمتحدة من أكثر الأحداث "تثبيتا للسلم والأمن في العالم"، بثقافات العالم من خلال موسيقاها وأيضا من خلال الندوات والنقاشات المنظمة في اطار اللقاءات الفكرية التي تواكبها أنشطة موازية من معارض وأمسيات صوفية وبرمجة متنوعة من الحفلات في اطار احتفالات المدينة. وسيكون الجمهور على موعد مع تعبيرات عريقة للفنون التقليدية، من خلال راقصات الباليه الملكي الكمبودي، و"أبناء الكوتيبياس"، من الهند، والطقوس الصوفية لزانجيبار، والكوسبيل الأمريكي، الذي يعود، هذا العام، بقوة, مع بين هاربر، الذي يحضر لأول مرة إلى المغرب، وسيستا كي، وبلاند بويز، من ألباما، الذين سيختتمون فعاليات المهرجان. ويحضر المهرجان، لأول مرة، أيضا، العازف المغربي، أحمد الصياد، ومجموعة "أكروش نوط"، الفرنسية، من خلال أشعار صوفية للحلاج تحت عنوان: أشعار محظورة. كما يحتفي مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية بالقدس، مدينة الديانات الثلاث، برفقة الفنان جوردي سافال، في وصلات لاكتشاف الموسيقى اليهودية القديمة لبغداد. وبخصوص إبداع شعوب الجبال والبحار والصحاري، يقترح سفرا فنيا في فيافي منغوليا مع إبي، وفي سفوح الأناضول، مع كولاي هاسر طرك، وفي ضفاف نهر النيل، مع مجموعة الموسيقيين من النيل، ورقصة صوفية من الأقصر. ومن الشرق، يحضر شهرام ناظري، رمز الغناء الكلاسيكي الفارسي من إيران، والأصوات الكبرى لحلب، المجتمعة حول صباح فخري، وظافر يوسف، صاحب التجربة الجديدة في الغناء الصوفي بتونس.