بمسرح الجريمة عاينت "المغربية" عناصر الأمن الإقليمي بآسفي وهي تحضر الظنين إلى مكان الجريمة، لتشخيص فصولها، بحضور نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، ومسؤولي الأمن الإقليمي بآسفي وممثلي السلطات المحلية. وحرصت الشرطة القضائية بآسفي على توثيق التفاصيل التي عاود المتهم تمثيلها، إذ أبرزت العملية طريقة المتهم للإجهاز على الضحية، الذي وجهت له طعنات قاتلة، وهو مكبل اليدين والرجلين بحبل. عملية التشخيص بالمكان المذكور واكبتها تعزيزات أمنية، حماية للمتهم من أي رد فعل، خصوصا أن مئات الأشخاص احتشدوا أمام باب العمارة للتعرف على المتهم، الذي ووجه بعبارات استهجان واستنكار، بينما سادت الحسرة وسط أفراد أسرة الضحية، الذين ظلوا مشدوهين وهم يراقبون ما يجري. وكان سكان آسفي أصيبوا بالذهول عند سماعهم بخبر مقتل مدير الشركة المذكور. وتمكنت المصالح الأمنية بإقليم آسفي من إلقاء القبض على المشتبه به، الذي كان يوهم ضحاياه، حسب مصادر خاصة، بأن له علاقات على مستوى عال بالرباط، وأنه كان بصدد تهييء بعض طلبات الضحية، منها أنه سيخضع لفترة تدريب بالولايات المتحدة، شريطة خضوعه لتمارين رياضية في مكان سري. فكان الأخير يكبل الضحية من يديه ورجليه بواسطة حبل، ثم يشرع في ضربه ضربا مبرحا بمبرر أن المهمة التي ستسند له تتطلب بنية جسمانية قوية والتصدي لجميع المواجهات التي قد تعترضه من ضرب وعنف قصد قياس قوة التحمل لديه. وأمام نوعية "التمارين" القاسية، اضطر إلى إخبار أحد أفراد عائلته الذي كشف ذلك للمحققين، وكان الضحية سحب مبالغ مالية مهمة استعدادا للتوجه للولايات المتحدة للتدريب، ما أدخل الطمع في نفس المتهم، الذي نفذ جريمته. وعرض المتهم الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي بتهمة القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد.