أوضح غوش، في مقال نشر مساء أمس الثلاثاء على الموقع الإلكتروني لصحيفة (ذا تايمز أوف إنديا)، أن المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب ينبغي أن تحث المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة على دعم الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تعزيز أسس الأمن والسلام ودعم مسار التنمية بالمنطقة. وأعرب الكاتب عن اقتناعه بأن "المغرب يمكن أن يشكل اليوم الشريك الأمثل للولايات المتحدة بالمنطقة، من بين جميع الدول العربية، بالنظر إلى عدم انخراطه في التنافس الجيو- سياسي بمنطقة الشرق الأوسط، وكذا لالتزامه الكبير من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي"، مبرزا أن المملكة أرست خارطة طريق بشكل بناء مع الفاعلين الدوليين، تروم القضاء على الفقر ومكافحة التطرف. وشدد الصحفي الهندي على أن المغرب أصبح فاعلا رئيسيا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باعتباره أحد البلدان القلائل التي اجتازت بنجاح اضطرابات مرحلة ما يعرف ب"الربيع العربي"، من خلال إطلاقه لإصلاحات دستورية وديمقراطية مهمة. وأوضح غوش أن المملكة اكتسبت هذه المكانة بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي على الجانب الغربي من شمال إفريقيا وعلى مقربة من القارة الأوروبية، واعتمادا على تراثها الثقافي المتنوع الذي يتميز بطابع عربي وإفريقي وفرنسي يجعل من المغرب مكانا رائعا للعيش، فضلا عن الروابط الاقتصادية والأمنية التي تجمع المملكة بدول الخليج العربي وكذا بفرنسا وإسبانيا والولاياتالمتحدة. وأكد أن الأمر الأكثر أهمية يتمثل في القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتبارها "القوة الأعظم لهذه الأمة الديناميكية"، ليس فقط لأن جلالة الملك اتخذ قرارا حكيما بتسريع الإصلاحات السياسية في بلاده التي شهدت تفويض صلاحيات مهمة إلى برلمان منتخب، ولكن من خلال تأكيده على ضرورة وضع مخطط شامل لتدبير التيارات المتطرفة التي اجتاحت المنطقة، موضحا أن هذا المخطط يشمل، على الخصوص، برنامجا لمكافحة التطرف يرتكز على تكوين الأئمة المغاربة والأجانب على مبادئ المذهب المالكي المعتدل. وأبرز كاتب المقال أن الدور المتزايد للمغرب يبرز كذلك في مشاركته الفعالة في المنتديات الأمنية متعددة الأطراف، من خلال مشاركته في رئاسة مجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب، واضطلاعه بدور مهم في إطلاق مجموعة أصدقاء ضد الإرهاب بالأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وتعاونه بنجاح مع السلطات الإسبانية في تفكيك خلايا إرهابية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية". وفي هذا السياق، يضيف الكاتب، أشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مؤخرا خلال انعقاد الحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة والمغرب، بجلالة الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، لجهوده الهادفة إلى تسهيل التوصل إلى حل الدولتين لقضية فلسطين. وذكر كاتب المقال بأنه خلال انعقاد الدورة العشرين للجنة القدس العام الماضي، دعا جلالة الملك محمد السادس إلى تحفيز عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعهد بدعم السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة محمود عباس، كما حث جلالته على بذل الجهود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ومنفتحة على جوارها، داعيا إلى رص الصفوف لإحباط مخططات من يسعون إلى استغلال الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لنشر الإرهاب. من جهة أخرى، أشار الصحفي الهندي إلى أن "المسؤولين المغاربة يدركون أنه ليس باستطاعتهم الانعزال عن موجات الاضطراب التي تكتسح المنطقة، لذلك قرروا الاضطلاع بدور فعال يصب في مصلحة الازدهار الإقليمي". وأكد في هذا الصدد أن "هذا ما شجع المغرب على دعم التوصل إلى حل شامل للأزمة في مالي، وتسهيل إجراء محادثات بين الفصائل المتحاربة في ليبيا على أراضيه، رغم أن ذلك يجعله عرضة لهجوم عناصر متطرفة، لاسيما التفجيرات الأخيرة التي تعرضت إليها السفارة المغربية في طرابلس".