كتبت الصحيفة الهندية (تايمز أوف إنديا)، اول أمس الخميس، أن المغرب يضطلع بدور متنامي الأهمية بإفريقيا والشرق الأوسط، داعية الهند إلى الاستفادة من الدور الاستراتيجي للمغرب. وأبرزت الصحيفة أنه من المرتقب أن يواصل المغرب الاضطلاع بدور حاسم ليس فقط في مجال إرساء الاستقرار السوسيو-اقتصادي بمنطقة الساحل والصحراء، وإنما أيضا في مجال إحياء الجهود الدولية الرامية إلى إرساء السلم بالشرق الأوسط، مؤكدة أن الموقع المتفرد للمملكة يؤهلها للاضطلاع بدور محوري في القضايا الاستراتيجية ومن ضمنها مكافحة التطرف في منطقة الساحل الشاسعة.
وسجلت الصحيفة أن المغرب انخرط، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في ضمان استقرار الوضع بمالي عبر العديد من المبادرات الثنائية، مشيرة على الخصوص إلى قرار المملكة تكوين 500 إمام مالي.
وأضافت الجريدة أن هذه المبادرة تستحق التنويه لأنها توفر إطارا ملائما لمكافحة التطرف الذي يخيم شبحه على إفريقيا.
وأبرزت (تايمز أوف إنديا)، من جهة أخرى، المبادرات الهامة التي أطلقها المغرب لتشجيع التعاون الإفريقي-الإفريقي، مشيرة إلى الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي الذي انعقد مؤخرا بأبيدجان، الذي دعا فيه جلالته الدول الإفريقية إلى الاعتماد على إمكانياتها الذاتية، والذي وضع نموذجا جديدا لوحدة وتنمية إفريقيا.
وبعدما ذكرت بأن المغرب انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي لاحقا)، احتجاجا على قبول عضوية كيان وهمي (الجمهورية الصحراوية)، أكدت الصحيفة أن للمغرب، بقيادة جلالة الملك، دورا حاسما يضطلع به لإحياء حلم الوحدة والتعاون الإفريقي.
وفي ما يتعلق بدور المغرب في إحياء مسلسل السلام بالشرق الأوسط، أبرزت الصحيفة، على سبيل المثال، المساهمات الهامة للمملكة في إطار لجنة القدس التي يترأسها جلالة الملك محمد السادس.
وأشارت الصحيفة، على الخصوص، إلى الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك في افتتاح الدورة الأخيرة للجنة القدس التي انعقدت مؤخرا بمراكش تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واعتبرت الصحيفة أن خطاب جلالة الملك الذي جاء في سياق الجهود الأخيرة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، يشكل أرضية حقيقية لسلام دائم بالشرق الاوسط.
وأكدت أن الدور الوازن الذي يضطلع به المغرب بإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للهند.
وأضافت أن الهند التي تدافع عن مصالح مشروعة في هاتين المنطقتين يتعين أن تدخل في شراكة مع المغرب، مؤكدة في هذا السياق أهمية الزيارة التي قام بها مؤخرا للمغرب وزير الشؤون الخارجية الهندي سلمان خورشيد.
وخلصت الصحيفة الى أن من شأن تعزيز علاقات التعاون بين الرباط ونيودلهي المساعدة على توسيع الحضور الاستراتيجي للهند بالمنطقة، وتعزيز مكانتها في مجال الدبلوماسية الدولية.