سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جون كيري: الرئيس أوباما وجلالة الملك تحدوهما إرادة لبناء مستقبل 'أكثر أمنا وازدهارا' افتتاح الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة بواشنطن
صلاح الدين مزوار: الصداقة المغربية الأمريكية قاعدة أساسية لمواجهة تعقيدات عالم اليوم
قال رئيس الدبلوماسية الأمريكية، الذي ترأس هذه الدورة بشكل مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، إنه "بغض النظر عن الصداقة العريقة بين البلدين، انخرطنا في هذا الحوار الاستراتيجي لأن قائدينا تحدوهما الإرادة لبناء مستقبل أكثر أمنا وازدهارا، يرقى إلى تطلعات مواطنينا". وأبرز كيري أن هذا "الحوار الخاص" متجذر في صداقة تاريخية تعود إلى عام 1777، وهي السنة التي كان فيها المغرب أول بلد يعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال إن المغرب يعتبر البلد الإفريقي الوحيد الذي وقع اتفاق تبادل حر مع الولاياتالمتحدة، ويحظى بوضع حليف رئيسي لواشنطن من خارج حلف شمال الأطلسي، مضيفا أن المملكة أكملت بنجاح الاتفاق الأول مع حساب تحدي الألفية، واستضافت، أخيرا، قمة ناجحة للمنتدى العالمي لريادة الأعمال، كما احتضنت لقاء دوليا مهما حول التغيرات المناخية. وحرص رئيس الدبلوماسية الأمريكية على الإشارة إلى الطابع المواتي لهذا اللقاء بالنظر إلى التحديات المختلفة التي يتعين على البلدين مواجهتها، خاصة بإفريقيا والشرق الأوسط مع حصتهما من المشاكل المعقدة. ولاحظ أن الحوار الاستراتيجي، الذي يأتي في وقت مناسب، يركز على أربعة محاور أساسية ستتم مناقشتها ضمن أربع مجموعات عمل، ويتعلق الأمر بالمجموعة السياسية، والمجموعة الأمنية، والمجموعة الاقتصادية والتجارية والمالية، والمجموعة الثقافية والتربوية. كما أشاد بالدور الذي يضطلع به المغرب باعتباره رئيسا مشتركا لمبادرة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وكذا الجهود المثمرة للمملكة في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب بشكل عام. وقال "يتعين أن نضاعف الجهود خاصة من أجل تأطير الشباب لكي لا يستسلموا إلى شبكات تجنيد المجموعات الإرهابية"، مبرزا الدور الرائد للمغرب في هذا المجال عبر الريادة الروحية لجلالة الملك. وبخصوص ليبيا، أشار كيري إلى الدور المهم للمملكة عبر احتضان مفاوضات الحوار السياسي بين الأطراف الليبية تحت رعاية الأممالمتحدة. أما بخصوص الإصلاحات الجارية بالمملكة، فقد أكد كاتب الدولة الأمريكي أن واشنطن مستعدة لدعم المغرب في هذه الدينامية الناجحة، مشيدا بالعلاقات المتنامية في مجالات الطاقة والاقتصاد، ومبرزا ضرورة توسيع الآفاق التي يتيحها اتفاق التبادل الحر بين البلدين. من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أمس الخميس بواشنطن، خلال افتتاح الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة، أن "الصداقة المغربية الأمريكية قاعدة أساسية ستمكننا من مواجهة التحولات المعقدة التي يشهدها عالم اليوم". وأعرب مزوار، الذي ترأس هذه الدورة بشكل مشترك مع كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، عن ارتياحه ل"جودة" العلاقات بين البلدين، "اللذين يتقاسمان نفس القيم العالمية للحرية والديمقراطية والسلام، والتي ستمكننا من العمل سويا وبهدوء في القضايا الرئيسية الكبرى". وشدد مزوار على أن "المغرب اليوم، بلد فخور بقيمه، وبهويته، وبتجذره الحضاري، مغرب يتطلع بثبات نحو المستقبل، واع بمؤهلاته وبالحاجة إلى تعميق الأوراش التي انخرط فيها"، مضيفا أن المغرب يبرز ك"ملاذ للسلام في محيط إقليمي يشهد أجواء من الاضطرابات وعدم الاستقرار. وتابع أن المغرب عبر عن استعداده الكبير لتقاسم تجربته مع بلدان أخرى، في معركة مكافحة التطرف، مشددا بهذا الصدد على أنه "لا توجد حرب بين الديانات أو حرب بين الحضارات، لكن هناك حرب ضد الجهل". وبخصوص الوضع بالمنطقة، ذكر الوزير بأن الحوار السياسي بين الأطراف الليبية ينعقد بالمغرب "في جو من الهدوء والمسؤولية"، داعيا إلى تشجيع ودعم هذا الحوار، على اعتبار أن الشعب الليبي يطمح إلى السلام والاستقرار. وقال إنه "وفاء لقيمنا ومبادئنا، نود مواكبة أشقائنا الليبيين في مسعاهم نحو التوصل إلى حل سلمي وسياسي، وكذا تأمين مستقبل مستقر ومزدهر للشعب الليبي". وبخصوص اليمن، أكد مزوار على الضرورة الملحة لاستعادة الشرعية، حيث قال .. "علينا استعادة النظام والاحترام التام للشرعية بهذا البلد"، معتبرا أنه من "غير المقبول" أن تعمل أقلية على زعزعة ركائز دولة ذات سيادة، وهو ما سيقود إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن. وأشار إلى أن المغرب قرر، في هذا السياق، تقديم المساعدة للتحالف من أجل التوصل إلى حل للأزمة وإقرار الشرعية المؤسساتية. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية - الإسرائيلية، ذكر مزوار بالدور الحاسم الذي يضطلع به صاحب الجلالة أمير المؤمنين، بصفته رئيس لجنة القدس، من خلال الدعم الثابت للشعب الفلسطيني والحفاظ على الطابع الإسلامي للأماكن المقدسة. وقال الوزير "إن المغرب، وبكل أمل، يدعو إلى استئناف المفاوضات على قاعدة حل الدولتين". من جهة أخرى، أبرز مزوار التزام المغرب لصالح التعاون جنوب جنوب من أجل تقديم إجابات ملموس وفعالة ومستدامة على التحديات العديدة التي تواجهها القارة. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أشار مزوار إلى أن المغرب قدم حلولا وإجابات ملموسة عبر مقترح الحكم الذاتي، وهو المخطط الذي يتماشى وروح الاندماج وتسهيل بناء الفضاء المغاربي. وأوضح أن "المغرب أعرب عن الأمل في المضي قدما ونود أن نشكركم على التزامكم باسم هذه الدينامية التي نريدها للمنطقة بهدف تسوية هذا المشكل المفتعل منذ أربعين سنة".