في هذا السياق، نظمت جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، مساء الجمعة المنصرم، بالدارالبيضاء، ندوة صحفية لتقديم البرنامج الشامل للدورة التاسعة، بمشاركة فوزي الصقلي، والباحث عبد الله الوزاني، والسوبرانو سميرة القادري، والفنان السوري الأصل المغربي المنشأ، بدر رامي، وبحضور إعلاميين ومهتمين بالتصوف. وقال رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية، فوزي الصقلي، إن الدورة التاسعة ستتميز بالتغني بأشعار لجلال الدين الرومي ترجمت لأول مرة من الفارسية إلى العربية، إلى جانب تكريم رابعة العدوية، من خلال أداء أشعارها في حفلي الافتتاح والاختتام من طرف مجموعة متميزة من الفنانين، من بينهم سميرة القادري وفاطمة الزهراء القرطبي، ومروان حجي، وصلاح الدين محسن. وأضاف الصقلي أن التركيز على رابعة العدوية هو بمثابة احتفاء بالتصوف في بعده الأنثوي. وفي كلمتها قالت سميرة القادري، بصفتها إحدى المشاركات في الندوة، إنها سعيدة بالمشاركة في الدورة التاسعة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، الذي يحظى بمكانة رفيعة، مشيرة إلى أن كل دورة تختلف عن سابقاتها في استحضار رموز التصوف، وأضافت أن المهرجان يكرم هذه السنة رابعة العدوية، التي عاشت بكل وجدانها وروحها، في مقام محبة الله تعالى. وأبرزت أن الجمهور سيكون على موعد مع "ملحمة" رابعة العدوية، من خلال الإنشاد بأشعارها، مشيرة إلى أن المهرجان عنوان كبير لاستحضار الرِؤى وقراءة المستقبل ورد الاعتبار للقيم العالمية والإنسانية. ويروم مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الذي تنظمه جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الإسهام في إعادة اكتشاف المغاربة للثقافة التي هي لهم، وتمكينهم من الولوج إلى هذا التنوع الفني والفكري والروحي، مع العمل على إعطاء صبغة دولية للصورة الإيجابية للإسلام من خلال لغة عالمية منفتحة، ومن خلال السلم الذي يحمله الطريق الروحي الذي هو التصوف. كما يسعى هذا الحدث الثقافي والفني، الذي أضحى يستقطب، مع توالي الدورات، العديد من المفكرين والباحثين، إلى جانب عشاق الموسيقى الصوفية من المغرب والخارج، إلى تعزيز ودعم وضعية المغرب في الحوار بين الثقافات عبر بناء قنطرة تصل بين الشرق والغرب.