قال دوفيلبان، الذي كان يتحدث خلال ندوة نظمت على هامش منتدى "كرانس مونتانا" حول موضوع "تعزيز الحوار بين إفريقيا والمغرب العربي وأوروبا: ضرورة ملحة"، إنه "يتعين علينا ألا ننسى هنا في الداخلة الضرورة الملحة التي بات يكتسيها فتح حوار سياسي بعد 40 سنة من النزاع المؤلم حول قضية الصحراء". وتابع أن هذا المنتدى "هو بمثابة رسالة من أجل العمل، بدعم من الأممالمتحدة، على تعميق المسار السياسي، ومواصلة التطور الاقتصادي والانفتاح على العالم". وشدد على أنه "في هذه الظرفية المضطربة وغير المستقرة، لن يكون بمقدور أي واحد الاقتناع أو حتى القبول بوجود نزاعات في وضعية جمود". وفي السياق نفسه، أبرز رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق، أن المغرب يرسخ نموذجا للتحول والاستقرار قل نظيره في المنطقة، بفضل الجهود الحثيثة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وقال إن المغرب "هو قوة للتحديث والحوار، ماض في ترسيخ التحول والاستقرار، بشكل نادر في المنطقة بفضل الجهود الكبيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لما فيه مصلحة وحدة الشعب المغربي وتحقيق التقدم الاقتصادي". وأكد دوفيلبان أن المغرب يتحمل المسؤولية ويضطلع بدور مهم في تعزيز التعاون وإرساء الشراكة بين القارتين الإفريقية والأوروبية. وقال، بهذا الخصوص، "بالنظر لتاريخه وانفتاحه على أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء، بإمكان المغرب أن يضطلع بدور المهندس في تفعيل هذا الطموح المشترك". وبعد أن ذكر بأن المغرب يتوفر، أيضا، على إمكانية كبيرة من شأنها أن تخدم هذه الشراكة، أوضح دوفيلبان أن المملكة ما فتئت تطور منذ عدة سنوات، مقاولاتها حتى يمتد إشعاعها إلى غرب إفريقيا في العديد من القطاعات. مبرزا، أيضا، الدور الذي يمكن أن تضطلع به كذلك فرنسا من أجل إعادة إحياء العلاقات الاقتصادية مع ضفة جنوب المتوسط. وأكد أن "المغرب هو بلد الأمل بين قارات هي عرضة لأخطار كبيرة، وصلة وصل بين القارات، وفي الوقت نفسه، هو أرض للحداثة تسودها روح الحوار المتبادل في سياق يعج بالعنف". وفي حديثه عن العلاقات بين أوروبا وإفريقيا والمغرب العربي، قال الرئيس الاسبق للسلطة التنفيذية في فرنسا، إن الأمر لا يتعلق بإرساء شراكة حصرية قد تتعارض مع مصالح مناطق أخرى من العالم، ودعا بالمقابل إلى بذل جهود لدعم تحقيق النمو وخلق فرص للشغل تنخرط فيها كل الأطراف والشركاء من أوروبا ومن إفريقيا. وخلص إلى أنه "يتعين علينا العمل على وضع ما نتوفر عليه من مؤهلات في خدمة بعضنا البعض من أجل التقدم معا على أسس وقواعد متينة"، مذكرا بأن فرنسا أخذت مبادرة تقوية الحوار مع الضفة الجنوبية من المتوسط. وشدد على ضرورة العمل في هذا الاتجاه من خلال بلورة مشاريع ملموسة وطموحة، في أفق خلق قطب أوروبي إفريقي مندمج ومزدهر وآمن، قائم على الاندماج الاقتصادي والملاءمة الضريبية والتشريعية.