دعت توصيات المؤتمر، الذي نظمته وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، بشراكة وتنسيق مع الجمعية الإفريقية للإدارة العامة والتدبير من 2 إلى 6 مارس الجاري بالرباط، حول موضوع "فعالية الشراكات من أجل تنمية مستدامة في خدمة المواطنين"، إلى ضرورة تثمين أفضل الممارسات الناجحة في مجال الشراكات التنموية، خاصة تلك المتصلة بحماية حقوق المواطن في مجالات التعليم والصحة والبيئة، وتأهيل وتطوير قدرات القيادات الإدارية الإفريقية، لتعزيز المهنية والاحترافية في تنفيذ السياسات العمومية. وأوصى المشاركون، في اختتام أشغال مؤتمرهم أمس الجمعة، بتقوية التفاعل والتكامل بين الفاعلين السياسيين والإداريين، بما من شأنه أن يساهم في تدبير عقلاني للسياسات العمومية المعدة في مجال الشراكة، مطالبين بإدماج البعد البيئي في مجال إعداد الشراكات بغاية ترشيد الموارد المتاحة داخل المجتمعات الإفريقية، حماية لتطلعات الأجيال المقبلة. كما دعا المؤتمر، الذي حضره 400 مشارك من 39 بلدا، إضافة إلى وزراء الدول الإفريقية وكبار مسؤولي القطاع العام، ومدراء المعاهد والمراكز الإدارية، وممثلين عن الصناديق الإنمائية الإفريقية، وممثلين عن المجتمع المدني، وهيئات دولية وجهوية، وخبراء دوليين، إلى وضع معايير سليمة لقياس مؤشرات تطبيق الحكامة الجيدة في مجال الممارسات الإدارية. وشكل المؤتمر فرصة لبحث سبل استثمار الشراكات بين الجهات الحكومية وغير الحكومية، بغية الرفع من فعالية صياغة وتنفيذ وتتبع وتقييم السياسات العمومية، وصياغة آليات واضحة لتعزيز مفهوم التنمية المستدامة لخدمة المواطن. كما شكل فرصة لتبادل الخبرات والمعارف والتجارب بين مختلف البلدان المشاركة، إذ تم تناول مواضيع رهانات وتحديات تحقيق التنمية المستدامة في ظل الظرفية الدولية الراهنة، ومواضيع تعزيز الديمقراطية التشاركية، ودعم مبادئ التشاور والمشاركة وربط المسؤولية بالمحاسبة ومقاربة النوع، ومأسسة قيم النزاهة والشفافية في المرفق العمومي. وذكر محمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، في كلمة الاختتام، أن المؤتمر يعتبر محطة أساسية في مسار التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية، إذ عكف المشاركون على استعراض المكاسب في هذا المجال، واستشراف آفاق الشراكة الكفيلة بالرقي بتطلعات كل الدول، معلنا أن التوصيات المنبثقة عن المؤتمر "ستشكل رصيدا مهما سيساعد على وضع تصور واستراتيجيات كفيلة بتطوير تنمية مستدامة في خدمة المواطنين بالقارة الإفريقية".