تأتي زيارة الوفد المغربي لدكار، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من أجل مواكبة وتتبع إنجاز الاتفاقيات الموقعة أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال الجولة الإفريقية التي قام بها جلالته السنة المنصرمة، والتي شملت عددا من الدول الصديقة، همت العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وفي أعقاب هذا اللقاء، قال صلاح الدين مزوار، إنه تم خلال هذا الاستقبال، الذي حضره الوزير الأول السينغالي، محمد بون عبد الله ديون، ووزير الشؤون الخارجية السينغالي والسينغاليين في الخارج، مانكور ندياي، وعدد من أعضاء الحكومة السينغالية، استعراض مختلف اتفاقيات الشراكة التي تربط بين البلدين، وكذا مشاريع الاستثمار التي انخرطت فيها مقاولات مغربية بالسينغال. وأبرز مزوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحصيلة إيجابية للغاية، مضيفا أن مختلف المشاريع، خاصة منها المرتبطة بقطاع العقار، ستبدأ في إنتاج ثمارها انطلاقا من سنة 2015. وأوضح أن اللقاء، شكل فرصة لاستعراض أولويات الحكومة السينغالية، والتي تهم بالأساس تطوير المدينةالجديدةلدكار، وقطاعات الطاقة والنقل والبنيات التحتية الأساسية والفلاحة والصيد البحري وتطوير الأسواق المالية، مذكرا بأنه من أجل تفعيل هذه الشراكة جرى الاتفاق على خلق مجموعة عمل مشتركة للدفع الاقتصادي، باعتبارها آلية للتنسيق وتتبع إنجاز كل الاتفاقيات الثنائية في المجال الاقتصادي والاجتماعي، تجتمع بشكل منتظم لإعطاء دفعة حقيقية لمضمون الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ومن أجل تحفيز القطاعين العام والخاص على بذل المزيد من الجهود لتفعيل كل الاتفاقيات وتذليل كل الصعوبات الممكنة. وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون أهمية هذا اللقاء، مشيرا إلى أنه من خلال هذه المبادرة التي جاءت بتعليمات سامية من صاحب الجلالة، يسعى المغرب إلى تأكيد التزاماته عبر تتبع وتفعيل المشاريع التي تم إطلاقها، وفتح آفاق لشراكة استراتيجية لقطاعات واعدة بالنسبة للبلدين. وبهذه المناسبة، عبر الرئيس السينغالي عن امتنانه وتقديره الخاص للدور الكبير الذي يضطلع به جلالة الملك من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية للقارة الإفريقية، ولما يوليه جلالته من اهتمام خاص من أجل تعزيز وترسيخ روابط الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين. وذكر ماكي سال، في هذا الصدد، بأن جلالة الملك حرص على الدوام على الرقي بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بينهما، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن اهتمام حكومتي البلدين بتتبع تنفيذ الاتفاقيات الثنائية والمشاريع المشتركة في شتى المجالات، انسجاما مع الإرادة الملكية، تعد ضرورية في تأكيد رؤية قائدي البلدين لإنجاح التعاون جنوب جنوب. وشكل اللقاء كذلك، فرصة لاستعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، متعلقة أساسا بتكوين الأئمة السينغاليين بالمغرب، وتعزيز الربط الجوي بين المغرب والسينغال، خصوصا وجهة فاس. يذكر أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون ووزير الاقتصاد والمالية زارا قبل ذلك غينيا والكوت ديفوار والغابون، ضمن جولة إفريقية.