أكد اليونسي، في حوار مع "المغربية"، أن بطل الفيلم كريم السعيدي "لحبيب" عاش هذه المأساة الإنسانية في صغره، بحكم انتمائه إلى أسرة كانت مستقرة بالجزائر قبل قرار الطرد، وهذا ما جعل السعيدي، يضيف اليونسي، يقبل العمل في الفيلم دون تردد أو شروط، شأنه شأن الراحل محمد بسطاوي، الذي اعتبر بدوره الفيلم قضية وطنية على الجميع المساهمة فيها دون قيد أو شرط. واعتبر اليونسي أن الفيلم ما كان ليخرج إلى الوجود لولا تضافر جهود العديد من المهنيين والممثلين والداعمين، الذين بذلوا الكثير من الجهد في سبيل إنجازه، رغم قساوة ظروف الاشتغال، مشيرا إلى أن سيناريو الفيلم كتب بمساهة من أحد رواد السينما المغربية جيلالي فرحاتي، وأن الحوار من إنجاز جمال الدين الدخيسي، الذي يعد علامة بارزة في المشهد الفني والثقافي الوطني، أما الموسيقى فكانت للمخرج المتمكن كمال كمال صاحب فيلم "الصوت الخفي" الفائز بالجائزة الكبرى للدورة السابقة. وحث المخرج محمد اليونسي المهنيين على التعاون من أجل إنجاز أفلام في مستوى تطلعات المتفرج المغربي، لأن "السينما هي في الأول والأخير موجهة للمشاهد الذي يقدر المنتوج الجيد وينتظره". من جهته، قال كريم السعيدي، في تصريح مماثل ل"المغربية"، إن نجاحه في تقمص شخصية "لحبيب" يعود بالأساس إلى كونه من ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر، مشيرا إلى أنه من أب ناضوري وأم تازية أقاما فترة في الجزائر قبل ترحيلهما، في مشهد درامي خال من أي حس إنساني ترك جرحا غائرا في صدره. يتطرق الفيلم لموضوع شائك لم يسبق أن تناولته السينما المغربية، ويتعلق الأمر بمأساة المغاربة المرحلين من الجزائر، والحدود المغلقة بين البلدين. وينتقل الشريط من أحداث بسيطة إلى قضايا معقدة وكبيرة من خلال تسليط الضوء على قضية سياسية كبيرة انطلاقا من مأساة زوجين (لويزا من الجزائر ولحبيب من المغرب) فرقتهما الآلة العسكرية بالجزائر وعاشا بعيدين عن بعضهما. وتبدأ الحكاية من حالة "لحبيب"، الذي ينتظر مولودا جديدا، وهو عائد من السوق بعد أن اقتنى بعض الحاجيات بطلب من الممرضة التي تشرف على زوجته في المستشفى. وبينما هو في الطريق للمستشفى، توقفه دورية عسكرية ليتم طرده عبر الحدود البرية، وهنا تبدأ معاناة زوجين كان يجمعهما الحب وفرقت بينهما السياسة. الفيلم، الذي صورت أحداثه بكل من مدن وجدة وجرادة وتازة، ويعد ثالث فيلم روائي طويل لليونسي، وهو من بطولة كريم السعيدي، والراحل محمد بسطاوي، ونورا القريشي، ويسرى طارق، وحسنة الطمطاوي، وجمال الدين دخيسي، وفريد الركراكي، ومحمد الشوبي، وسعيد أيت باجا، وعماد فجاجي، وآخرين.