يأتي إطلاق المشروع بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ، ويهدف إلى توفير قاعدة تجعل الجالية المغربية على ارتباط دائم بوطنها، إذ يعرض المركز برمجة متعددة الاختصاصات تضم التراث الثقافي، وتشمل معطيات تاريخية، وما قبل التاريخ، والجغرافيا والموسيقى، وكذا الفن التصويري، والتصميمي والحكايات. كما ستقدم القاعدة بانتظام الإصدارات الجديدة والمهرجانات والمعارض، وغيرها من التظاهرات الفنية والثقافية المستجدة بالمغرب. وقال عزيمان، خلال حفل إطلاق المركز الثقافي الافتراضي، إن التزام مؤسسة الحسن الثاني لفائدة الثقافة كعنصر أساسي للحفاظ وتقوية الروابط التي تجمع المغاربة بالخارج بوطنهم، تعززت اليوم بإطلاق المركز، المبني على شاكلة مركز ثقافي حقيقي، ليسلط الضوء على المغرب عبر تراثه وثرواته الثقافية المتنوعة، مبرزا أن المركز سيمكن من إعطاء نظرة موسعة على الحقل الثقافي والفني المغربي، وعلى فعاليته عبر العالم، بواسطة أداة عملية وسهلة الوصول. وأوضح عزيمان أن "e-taqafa.ma" سيمكن مبدعين وفاعلين ثقافيين آخرين من التعبير والتواصل حول الفن، والأدب، والسينما، من خلال التحاليل والأخبار، وورشات التبادل والتشارك، مضيفا أن المركز سيقدم، أيضا، لوحات وتصاميم كبيرة، لإبراز إنجازات ومسالك وتجارب فنية مهمة، ورواقا افتراضيا لمعارض ينجزها فنانون مغاربة مقيمون بالخارج، ليشكل جسرا بين الفن والثقافة بالمغرب وبين إسهامات مغاربة الخارج. وأضاف عزيمان أن مؤسسة الحسن الثاني، منذ إحداثها قبل 25 سنة، تولي ميدان الثقافة مكانة كبيرة، من تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأطفال مغاربة الجالية تأخذ مكانة الصدارة في أولويات المؤسسة، إذ يعمل 520 مدرسا بثماني دول في أوروبا على تدريس اللغة العربية، مشيرا إلى أن برنامج تلقين أطفال الجالية المغربية اللغة العربية ينجز منذ 2013 عبر برنامج "e-madrassa" بالإنترنيت. وأضاف عزيمان أن مؤسسة الحسن الثاني تعمل على تنظيم أسبوع ثقافي سنوي لفائدة ألف طفل بين 9 و13 سنة. من جانبه، قال أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن المركز الثقافي الافتراضي المغربي، الذي سهرت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج على تنفيذه، يعزز المبادرات الحكومية الرامية إلى الحفاظ على الوشائج الإنسانية مع المغاربة المقيمين بالخارج، لاسيما الثقافية منها، ويقوي مجهودات الحكومة من أجل تنمية الأواصر الإنسانية مع الجالية المغربية، وصيانة هويتها الوطنية. وأبرز بيرو أن الفصل 16 من الدستور ينص على أن المملكة المغربية تعمل على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنات والمواطنين المغاربة المقيمين في الخارج وتحرص على الحفاظ على الوشائج الإنسانية لاسيما الثقافية منها، وتعمل على تنميتها وصيانة هويتهم الوطنية، وأن الحكومة صادقت على مشروع مرسوم ينص على إحداث وتنظيم مراكز ثقافية مغربية بالخارج، يحمل كل واحد منها اسم "المركز الثقافي المغربي-دار المغرب". ويتضمن المشروع، حسب بيرو، مقتضيات تتعلق بكيفيات إحداث وتنظيم وسير هذه المراكز الثقافية، والمهام التي تضطلع بها في صيانة الهوية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج، والمساهمة في التعريف بالثقافة المغربية بمختلف روافدها. وأوضح أن المركز الثقافي الافتراضي يستجيب لتطلعات الجالية المغربية بالخارج، خصوصا الجيل الرابع، لارتباطه بالوسائل التكنولوجيا الحديثة، وكذا للتحولات، التي يشهدها العالم.