أكد مدير الملتقى، منير القادري بودشيش، على أهمية هذه التظاهرة التي أضحت محطة أكاديمية هامة وفضاء تفاعليا وتواصليا لتلاقح وتبادل الخبرات والمعارف لخدمة الإنسان المعاصر خاصة بالنظر إلى استقطابها للعديد من الخبرات والمثقفين الجامعيين من داخل المغرب وخارجه. وأضاف أن هذا الملتقى أصبح قوة اقتراحية علمية وعملية خلقية وروحية تساهم في علاج بعض الاختلالات والأزمات التي يعيشها الإنسان في هذا العصر من غلو وتطرف وعنف وفراغ روحي، مبرزا في هذا الصدد أهمية التصوف الذي "يعد ثابتا من ثوابت الهوية الدينية الذي يدعو من خلال منهجه التربوي إلى قيم المحبة والرحمة والاعتدال والوسطية والسلم والسلام". واعتبر عبد الصمد غازي، عن اللجنة المنظمة، أن هذا المنتدى حاول من خلال محاوره المطروحة تبيان قيمة الفكر الصوفي ومنظومته الأخلاقية ومدى ضرورتها في سياق الكون المعاصر الذي يعاني كثيرا من الإشكالات التي تهدد الوجود الإنساني وتجعل العالم يعيش خوفا كبيرا من المستقبل. وسعى الملتقى من خلال طرحه لموضوع "التصوف والسياق المعاصر.. الحال والمآل"، إلى إظهار ما يختزنه هذا المكون الروحي من قدرة على مواكبة السياقات المتغيرة "باعتباره طاقة روحية وأخلاقية للإنسان وقوة اقتراحية يمكن أن تسهم في استرداد اليقين والطمأنينة والسكينة المفتقدة ويؤسس لرؤية بانية للتعارف والتعاون والتكامل الحضاري". وعرفت أشغال هذه التظاهرة العلمية، التي نظمت بشراكة مع المركز الأورو-متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، مناقشة مجموعة من المواضيع ذات الصلة بإشكال التصوف والسياق المعاصر من قبل ثلة من العلماء والباحثين الجامعيين مغربة وأجانب. ويندرج هذا الملتقى في إطار الأسبوع الاحتفالي بالمولد النبوي الشريف (ما بين 31 دجنبر و4 يناير)، الذي توج بإحياء ليلة روحية ودينية كبرى حضرها العديد من الزوار ومريدو الطريقة القادرية البودشيشية القادمين من مختلف أنحاء العالم. وتميز هذا الحفل الديني، الذي ترأسه شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، حمزة بن العباس، على الخصوص بختم القرآن الكريم وكتاب "الشفا" للقاضي عياض وقراءة صحيح الإمام البخاري، بالإضافة إلى تقديم فقرات من فن السماع والمديح الصوفي في السيرة العطرة للحبيب المصطفى أحيتها المجموعة الوطنية للسماع الروحي. وفي ختام هذه الأمسية الدينية، توجه الحضور بالدعاء إلى العلي القدير بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأن يقر عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما ابتهل الحضور إلى الله تعالى بأن يشمل برحمته الواسعة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني ويسكنهما فسيح جنانه.