تتميز هذه التظاهرة الدينية الكبرى، المنظمة تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئاسة الشرفية للرئيس السينغالي ماكي سال، بمشاركة مغربية متميزة، ممثلة بوفد يرأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق. وحظي الوفد المغربي، الذي يضم على الخصوص عبد اللطيف البكدوري الأشقري، مدير ديوان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والطالب برادة سفير المغرب في السينغال، باستقبال حار من قبل كبار الشخصيات في الطريقة التيجانية وممثلي السلطات السينغالية الذين شاركوا في حفل افتتاح هذه التظاهرة الدينية الكبرى التي تحتضنها رحاب المسجد الكبير لدكار، الصرح الديني الذي شيده جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه. وحظيت الأيام الثقافية الإسلامية بدكار، التي تعتبر إحدى أهم التظاهرات الدينية المقامة من قبل الطريقة التيجانية في السينغال، منذ سنة 1986، بالرعاية السامية للمغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وتحظى حاليا بالرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويجمع هذا الحدث سنويا الآلاف من أتباع الطريقة التيجانية في جو مفعم بالروحانية والذكر والتواصل. وتشهد هذه التظاهرة الدينية الكبرى إقامة حفلات دينية من المديح والسماع تخليدا لذكرى مؤسس الطريقة، سيدي أحمد التيجاني (1150-1230 هجرية)، وهو العالم الديني الذي امتد فكره الروحي المتفرد على نطاق عالمي واسع، وساهم بشكل فعال في انتشار واستقرار الدين الإسلامي في عدة بلدان إفريقية. ويعكس الاحتفاء بذكرى العلامة الصوفي وصاحب الرقية الشهيرة (جوهرة الكمال)، سيدي أحمد التيجاني، بما لا يدع مجالا للشك، المكانة الروحية التي تحظى بها المملكة، وإشعاعها الذي استقطب فئة كبيرة من الطائفة المسلمة في القارة السمراء، وخاصة في بلدان غرب إفريقيا، لاسيما في السينغال. وخلال حفل افتتاح هذه التظاهرة الدينية، حرص عدد من المتدخلين على الإشادة بالاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للطائفة التيجانية في السينغال، ودعم جلالته المتواصل لمختلف المناسبات الدينية واللقاءات التي تنظمها الطريقة التيجانية. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز وزير العمل، منصور سي، الذي ترأس وفدا وزاريا يمثل الرئيس السينغالي في حفل افتتاح هذه الأيام، عمق وتميز العلاقات الراسخة التي تجمع بين المغرب والسينغال، وخاصة في بعدها الروحي المتجذر في التاريخ. وقال الوزير السينغالي إن الحضور الفعلي لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، الذي يمثل جلالة الملك، أمير المؤمنين، في هذه التظاهرة، ما هو إلا شهادة حية على الرعاية السامية والاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للطريقة التيجانية والسينغال على وجه العموم، مبرزا التميز وعمق علاقات الصداقة والأخوة التي تجمع صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس السينغالي ماكي سال، والشعبين المغربي والسينغالي. من جهته، أعرب عبد العزيز سي الابن، المتحدث باسم الطريقة التيجانية، في كلمة باسم الخليفة العام ومجموع أتباع ومريدي الطريقة التيجانية، عن امتنانه وتقديره العميق لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يحيط برعايته السامية الحقل الديني والطريقة التيجانية بالخصوص في السينغال. وأبرز أن العلاقات العريقة بين السنغال والمغرب ضاربة في أعماق التاريخ، وتهم جميع الميادين، وخصوصا المجالات الدينية والروحية، مشيرا إلى أن هذه الروابط تشهد في عهد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس مزيدا من التطور والعمق. من جهة أخرى، أبرز عبد العزيز سي الابن الإسهام الكبير للطريقة التيجانية في نشر تعاليم الإسلام المتسامح، والمساهمة بشكل ملحوظ في تخليق الحياة العامة، وتنقية وتهذيب النفس، والنهوض بقيم السلام والتسامح والتضامن بين المسلمين. من جانبه، ذكر أحمد التوفيق، بأن مشاركته في الأيام الثقافية التيجانية في دكار، تأتي بتعليمات سامية من أمير المؤمنين، الذي تفضل فشمل برعايته السامية هذه التظاهرة الدينية، مبرزا المساهمة القيمة لهذا الحدث الروحي الكبير في تعميم الخير وتعزيز القيم الإسلامية من سلام وتسامح، وفقا لما تنص عليه تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وبعد أن أبرز الأهمية التي تكتسيها مختلف التظاهرات التي بادرت الطريقة التيجانية في السينغال إلى تنظيمها، ومنها اللقاء الثقافي الذي عقد أخيرا في تيفوان من قبل شبيبة هذه الطريقة، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن مشاركة المملكة المغربية في هذه التظاهرات "دليل ساطع على قوة وتفرد الروابط بين البلدين، والعلاقات الأخوية التي تجمع، على وجه الخصوص، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية السينغال. وتوقف التوفيق، في كلمته، عند أعمال الترميم التي عرفها، وبتعليمات ملكية سامية، ضريح الشيخ سيدي أحمد التيجاني بمدينة فاس، مؤكدا أن هذه المبادرة الحميدة، تترجم مرة أخرى، العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك للحقل الديني والطريقة التيجانية بصفة خاصة. ونقل الوزير أيضا تحيات جلالة الملك الحارة لأخيه فخامة الرئيس السينغالي ماكي سال، ومن خلاله، إلى الشعب السينغالي الشقيق، متمنيا له تحقيق مزيد من التقدم والسلم والاستقرار. وتضمن برنامج هذه التظاهرة، التي تواصلت فعالياتها أمس الأحد، إقامة أمسيات دينية وندوات تناقش جملة من المواضيع تتمحور حول الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية للطريقة التيجانية. وتشكل هذه الأيام الدينية، التي رأت النور على يد الراحل سيرين عبد العزيز سي دباخ سنة 1981، والمنظمة من قبل تنسيقية الطريقة التيجانية في دكار، أحد أبرز المواعيد الدينية لهذه الطريقة.