احتشد الآلاف من مريدي الطريقة التيجانية، نهاية الأسبوع الماضي بالمسجد الكبير بدكار لتخليد الدورة ال32 للأيام الثقافية والإسلامية، وهي تظاهرة روحية تنظم سنويا من طرف تنسيقية التجانيين بدكار. وككل سنة تستقطب هذه التظاهرة الآلاف من مريدي الطريقة التيجانية القادمين من مختلف المناطق بالسينغال، والعديد من بلدان غرب إفريقيا، لحضور هذا اللقاء الروحي وإقامة الصلوات وتتبع الدروس الدينية والنقاشات الفكرية حول الطريقة التيجانية، ومبادئها وقيمها ومريديها وكبار شخصياتها بالسينغال. وشارك في هذا اللقاء وفد مغربي عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يترأسه عبد اللطيف بكدوري، مدير الديوان بالوزارة وسفير المملكة بدكار طالب برادة . وأشاد أعيان الطريقة التيجانية، خلال حفل الافتتاح بالعلاقات الممتازة القائمة بين المغرب والسنغال، والتي يتجذر بعدها الروحي بقوة في التاريخ، ونوهوا بالعناية السامية التي ما فتيء يوليها جلالة الملك محمد السادس لمريدي الطريقة التيجانية في السينغال. وأعربوا عن امتنانهم للعناية السامية التي يوليها جلالة الملك لأسرة سي بمناسبة وفاة الخليفة العام للتجانيين¡ مؤخرا. وبهذه المناسبة، توجه وفد مغربي هام يقوده وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، الى تيفاوان (العاصمة الروحية للتيجانيين السينغاليين)، لتقديم تعازي صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى عائلة الخليفة الراحل. واحتفل آلاف التيجانيين تحت خيمة كبيرة نصبت بباحة المسجد الكبير، الذي بناه جلالة المغفور له الحسن الثاني، في أجواء مفعمة بالتقوى والخشوع لإقامة الصلوات وتلاوة الأذكار¡ تخليدا لذكرى الشيخ سيدي أحمد التيجاني (1150-1230 ه)، الذي كان لفكره وطريقته إشعاع على المستوى الكوني مكن الإسلام من إيجاد موطئ قدم في العديد من بلدان القارة الإفريقية. ويظهر تخليد ذكرى العلامة الصوفي الكبير، مؤلف جوهرة الكمال، سيدي أحمد التيجاني، بجلاء المكانة الروحية الكبرى للمملكة وإشعاعها الذي استقطب شريحة واسعة من المسلمين بالقارة، وخاصة في غرب إفريقيا وتحديدا في السينغال. وتميزت هذه الأيام الثقافية الإسلامية بدكار بتنظيم سلسلة من الندوات حول الطريقة التيجانية. وأبرز بكدوري في مداخلة له حول موضوع "مساهمة الطريقة التيجانية في السلم الدولي" أنه على نهج رسول الإسلام ارتقى مؤسس الطريقة التيجانية سيدي أحمد التيجاني "بالدعوة الإسلامية" في القارة بفضل العقيدة القوية والفلسفة الصوفية. وتطرق الى النهج الذي مكن الطريقة من الانتشار على نطاق واسع بإفريقيا عبر أتباعها الذين يدعمون المعرفة الأصيلة بالإسلام والسيرة الصوفية . وذكر بأن مساهمة الطريقة التيجانية في إشعاع قيم السلام بارزة بإفريقيا، حيث البلدان التي تشهد انتشارا واسعا لهذه المدرسة الصوفية تحظى بالاستقرار والتسامح والتماسك الاجتماعي. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة بحضور ممثلين عن الحكومة السينغالية والمنتخبين المحليين وعدد من رجال الدين بالسينغال ومن مختلف بلدان غرب إفريقيا. وتشكل هذه الأيام الثقافية التي تأسست منذ سنة 1981 من قبل الراحل سيرين عبد العزيز سي، والتي تنظمها التنسيقية التيجانية بدكار إحدى أكبر تظاهرات الطريقة التيجانية بالسنغال. وقد نظم هذا الحدث منذ عام 1989 تحت رعاية جلالة المغفور له الحسن الثاني، وبعد ذلك تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئاسة الشرفية لرئيس دولة السنغال.