أعلنت وكالة الحوض المائي لأم الربيع أن برامج الطاقات المتجددة ستمكن المغرب من إنتاج حوالي 42 في المائة من حاجياته، من خلال تنفيذ مشاريع الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة الشمسية والريحية والكهرومائية. مشاورات مع ممثلي السكان حفاظا على مصالحهم واحتراما للمجال البيئي أفاد عبد الله المهبول، مدير الوكالة، أنه جرى تحديد خمسة مواقع، وقع الاختيار عليها لإقامة سدود لإنتاج الطاقة الكهربائية بمنطقة نفوذ وكالة الحوض المائي لأم الربيع، بغلاف مالي قدره 250 مليار سنتيم، وهي تيلوغيت العليا، وتيلوغيت السفلى بإقليم أزيلال، وبوتفردة، التابعة لإقليم بني ملال، وإيمزديلفين وتاسكدرت، التابعين لإقليم خنيفرة. ودعا المهبول، في افتتاح لقاء تواصلي، نظمته وكالة الحوض المائي لأم الربيع ببني ملال، السبت الماضي، بمقر الوكالة، رؤساء الجماعات وممثلي المجتمع المدني إلى الانخراط في هذا المشروع لانعكاساته "الإيجابية على سكان المناطق المعنية"، مشيرا إلى أن الدراسات والاشغال الطوبوغرافية انتهت، وأنه من المقرر أن تبدأ الأشغال في إنجاز هذه السدود الكهرومائية في الشهور الأولى من السنة المقبلة. وكان المهبول يتحدث أمام عدد من المستثمرين، وأعضاء مكاتب الدراسات لكل من المغرب وفرنسا وإسبانيا، ورؤساء الجماعات، وممثلي المجتمع المدني، وفعاليات في البحث والتدبير المائي ذات علاقة بالقطاع. ويندرج اللقاء في إطار الاستراتيجية الوطنية، التي انطلقت مند سنة 2009، لتلبية الحاجيات المتزايدة من الطاقة، وتأمين التزود وعقلنة استغلال واستعمال مصادر الطاقة بالمغرب. من جانبه، أشار ممثل المؤسسة المكلفة بهذه المشاريع، إلى أن جميع التدابير اتخذت لإنجاز هذه السدود الخمسة، وأن هناك بعض اللمسات الأخيرة يجري تشاور بشأنها مع ممثلي السكان، حفاظا على مصالحهم واحتراما للمجال البيئي، مؤكدا أن المؤسسة المذكورة التزمت، بعد حصولها على حق الامتياز بإنجاز هذه السدود، بإقامة بعض المشاريع الاجتماعية، التي يفتقر إليها سكان هذه المناطق. وهذه المؤسسة تابعة للصندوق الأمريكي للاستثمار ومقرها بنيويورك، وتعمل في عدد من دول أمريكا اللاتينية، كالمكسيك والبرازيل، ودول أوروبية، مثل فرنسا، وكذا الصين وبعض الدول الإفريقية، مثل الكاميرون والكوت ديفوار. وجرت مداخلات من طرف الفعاليات المشاركة، وممثلي الجماعات المعنية في اللقاء التواصلي، ركزت على الانعكاسات، التي ستخلفها المشاريع الهيدرومائية على المجال، وتنمية مناطقهم وتشجيع الاستثمار بالمنطقة، ارتباطا بحاجيات السكان الاقتصادية والاجتماعية، والمساعدة على تنمية الطاقة المائية، والعمل على دراسة التأثيرات البيئية من خلال المشاريع الكهرمائية الخمسة، بما يسهم في التنمية المحلية لهذه المناطق ذات الطابع الجبلي. تجدر الإشارة إلى أن منطقة نفوذ وكالة الحوض المائي لأم الربيع تتوفر على 15 سدا من السدود الكبرى، تبلغ طاقتها الاستيعابية من الماء حوالي 5 ملايير متر مكعب، وتغطي حوالي ثلث المساحات المسقية على الصعيد الوطني، وتزود السكان بالماء الصالح للشرب على الصعيد الوطني بنسبة 30 في المائة.