عرضت الفنانة التشكيلة رجاء لحلو، يوم الجمعة الماضي، برواق Living 4 ART بالدار البيضاء أحدث لوحاتها التشكيلية وهي عبارة عن مجموعة من الأعمال الفنية تحت عنوان "البحث عن الذات". وأكد منظمون أن هذا المعرض بعد فرصة لاكتشاف مختلف التقنيات التي اعتمدتها في أعمالها ع لوحاتها بين اختيارات الإنسان وعواقب أفعاله، لأن ترسمه، غالبا، يكون عبارة عن البحث عن الذات وعن السعادة الأبدية. وتتساءل رجاء باستمرار من خلال لوحاتها عن مكانة الإنسان، والطبيعة، والحيوان في عالم أصبحت تعمه الفوضى. ووصف الحضور لوحاتها بالمدهشة لدقتها وجماليتها، وعند النظر إليها، ومن السهل، أن تنبهر بقوة تناغم الألوان، كما تحرص على أن تكون لوحاتها ذات معنى وتحمل رسائل. وصرحت لحلة ل "الصحراء المغربية"، أنها لم تكن تظن أنها ستصبح فنتانة تشكيلية، ذلك انها في سنة 2002 سقطت إحدى اللوحات بمنزلها فقامت برتوشات فتبين أنداك أنها تتقن الفن التشكيلي فكانت الانطلاقة. وأضافت لحلو أنها تطمح مستقبلا إلى العالمية بعرض لوحاتها في أرقى المعارض الدولية. وأكدت أن ما تقدمه اليوم من فن يترجم ما بداخلها من تساؤلات متواصلة عن مكانة الإنسان والطبيعة والحيوان في عالم أضحى تعم فيه الفوضى. ويقول أحد الفنانين التشكيليين إن الهدف من هذا المعرض هو إتاحة الفرصة لمحبي الفن المغربي المعاصر للاطلاع على أعمال هذه الفنانة التشكيلية واكتشاف لمستها وكذلك عالمها الإبداعي، فكل كل لوحة من لوحاتها تروي لنا قصة، إذ نستطيع أن نرى إعجاب الفنانة بالحياة والسكينة. تعبر رجاء لحلو عن أفكارها في لوحاتها، بحيث تتناول مواضيع متعددة مثل المشاعر المكبوتة، والمثابرة، والرغبة في النجاح، والخيارات والقرارات التي نتخذها ونتائجها، التي تصبح في النهاية دروسا في الحياة بألوان تأسر العيون. تستغل رجاء لحلو موهبتها لتمنحنا منظوراً جديداً للحياة وتدعو الناس للسفر عبر الزمن واستجواب الذات، بفضل خيالها الإبداعي الخصب، تُشاركنا فنها لتوصل لنا فلسفتها في الحياة؛ فهي دائمة البحث عن التوازن بين العواطف وخيارات الحياة، عندما ترسم، تتواصل يداها مع فكرها لتعطي الحياة لرسوماتها، كل لوحة من لوحاتها لها روح وتهدف لقول شيء ما. وتتسم أعمال رجاء لحلو بالتنوع في الأشكال، حيث تسودها ألوان زاهية وأخرى قاتمة، ألوان تنبثق من كل لوحة من لوحاتها. إن عمل الفنانة هو جزء من بحث جاد ومتواصل هدفه الأساسي الجمال الحسي والروحي. تقدم لنا الفنانة، من خلال لوحاتها، مشاعر بصرية حية وتنوعا متميزا في الألوان، بالنسبة لرجاء لحلو. وتعد اللوحة وسيلة فعالة لإحياء العلاقات الإنسانية والعواطف المكبوتة وعلاقة الإنسان بالطبيعة. تستمد التشكيلية مواضيعها من محيطها لتعبر، من خلال لوحاتها، عما يخالجها وعما تراه وما تعيشه. وتتساءل رجاء لحلو في لوحاتها عن سلوك الإنسان وعلاقته بنفسه وعلاقته مع الآخرين. وتصر الفنانة كثيرا على المشاعر، فهي تدرك وزن ذلك على القرارات وخيارات الحياة، حيث تدعو الجمهور إلى التأمل والتفكير الإيجابي بهدف السيطرة على أي تفكير سلبي، وخلق نوع من الانسجام بين المهام اليومية وطبيعة العمل. وتدعو لحلو "لتقبل الذات وتقبل الحياة كما هي. والنجاح لا يمكنه أن يكون مرادفاً للدمار أو الكراهية أو الخيانة، الإنسان في سعي دائم نحو التحسن المستمر والارتقاء والسعادة الأبدية، كما أن الفشل والأخطاء والانتكاسات كلها جزء من الحياة، ولكل بداية نهاية لكن بالنسبة لرجاء لحلو فكل نهاية لا يمكنها سوى أن تكون أفضل بداية". وجرى تكريم عدد من الفنانين التشكيلين من قبيل عبد الوهاب الدكالي، وسميرة الحدوشي..