تابع علماء الفلك ومجموعة من الطلبة الباحثين بكلية العلوم السملالية بجامعة القاضي عياض، أمس الاثنين بمنطقة أوكايمدن، التي تم اختيارها كأفضل مكان للرصد الفلكي، لمراقبة الكواكب والنجوم وأعماق الفضاء، مرور عطارد أقرب كوكب من المجموعة الشمسية بين الشمس والأرض أمام الشمس في واقعة لن تحدث مجددا قبل عام 2032 وشكلت هذه الظاهرة الفلكية النادرة، فرصة للطلبة الباحثين للاطلاع على هذه الظاهرة الطبيعية النادرة، بعد دراستها نظريا من أجل تطوير أبحاثهم في علم الفلك، حيث اكتشفوا كوكب عطارد عبارة عن نقطة سوداء يمر أمام الشمس الشيء الذي يحجب من وصول أشعة الشمس إلى الأرض. تموقع كوكب عطارد على خط مستقيم بين الشمس والأرض لايحدث إلا 13 مرة في كل 100 سنة، وهي ظاهرة فلكية نادرة لها أهميتها بالنسبة للمختصين لانجاز مجموعة من الدراسات حول سرعة هذا الكوكب ومحاكاة عدد من المعلومات الخاصة بأجسام وكواكب خارج المنظومة الشمسية. وحسب زهير بنخلدون مدير مرصد أوكايمدن، فإنه غالبا ما يدور عطارد حول الشمس في مسارات مختلفة عن الأرض، لذلك فإن وقوع الكوكب الصغير بين الأرض والشمس يعد حدثا فلكيا نادر التكرار، وفي هذه الحالة، يكون عطارد مرئيا من الأرض كنقطة صغيرة، تبدو بحجم لا يزيد على 0.5 بالمئة من حجم الشمس. وأضاف بنخلدون الباحث المغربي في علوم الفلك في اتصال ب"الصحراء المغربية"، أن هذه الظاهرة الفلكية النادرة شكلت فرصة لدراسة الغلاف الجوي لكوكب عطارد القريب من المجموعة الشمسية، واستخراج مجموعة من المعطيات المتمثلة في سرعة ومكونات كوكب عطارد. وأوضح بنخلدون أن عملية الرصد عبر التليسكوب ترابيست المتواجد بمرصد أوكايمدن، بدأت بتعاون مع الجامعة البلجيكية لييج، إلى جانب عدة تليسكوبات موضوعة بمختلف مناطق العالم، خاصة بالشيلي والجزر الخالدات وهاواي"، مؤكدا أن ما يحققه العالم المعاصر من إنجازاتٍ وكشوفٍ متلاحقة ومتسارعة، أضافت إلى حقل الاختصاص العام وفروعه الدقيقة إضافات معرفية هائلة ، وعدلت وقومت مفاهيم علمية كثيرة حتى فاقت كثرتها التصور. وفي هذا الإطار، أشار الباحث المغربي في علم الفلك إلى أن الاتحاد الدولي لعلم الفلك، وإدراكا منه للدور الذي يمكن أن يلعبه علم الفلك لصالح تنمية الشأن العلمي والثقافي والاقتصادي على السواء، قد اختط لنفسه خطة إستراتيجية للفترة الزمنية 2010-2020. وبخصوص المشاريع البحثية التي توجد قيد الانجاز، أوضح بنخلدون أن المشاريع التي انطلق العمل لانجازها تهم مواضيع متعددة، من ضمنها الأجسام الصغيرة للنظام الشمسي، والكواكب التي توجد خارج هذا النظام، وتتبع مسار الأقمار الاصطناعية، علاوة على مشروع ينجز بتعاون مع المعهد الفضائي الكوري، معربا عن أمله في أن يصبح مرصد أوكايمدن مؤسسة وطنية تعمل لفائدة البحث العلمي في مجال فيزياء الفلك، مبرزا أن هذه الشعبة متأصلة بجامعة القاضي عياض حيث يوجد مختبر يضم حوالي عشرين بحثا علميا وأطروحة دكتوراه. وأكد على الأهمية التي تكتسيها علوم الفلك في التعرف على خبايا الفضاء، والعمل على تلقين المبادئ الأولية للناشئة لهذه العلوم وتبسيطها مما من شأنه تمكين جمهور عريض من مواكبة أهم الاكتشافات الأخيرة المعلن عنها على الصعيد الدولي، فضلا عن تحفيز الشباب على اختيار الشعب العلمية في مسارهم الدراسي. وتحتوي محطة أوكايمدن للرصد الفلكي على منظار لاستكشاف الفضاء ومراقبة الأجرام السماوية، بمساعدة الباحثين ومختبر الفيزياء والطاقات العالية والفيزياء الفلكية التابع لجامعة القاضي عياض مراكش، حيث أظهرت الأبحاث أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تساعد على رصد أفضل للكواكب.