بحضور فعاليات نسائية ورجالية حقوقية وجمعوية، ارتدت خلالها "المريلة"، كتب عليها شعار "مطالب نسائية: هي قطعة قماش لكنها ذات دلالات كبيرة..هي وزرة الإنسان الحر الذي يؤمن بالإنسان امرأة كانت أم رجل، متساوون أمام تقسيم العمل المنزلي وبعيدا عن تحقيره. الاعتراف به وبقيمته المادية خطوة أساسية"، أعطت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، اليوم الأربعاء، بالدارالبيضاء، الانطلاقة الرسمية لحملتها الترافعية والتحسيسية تحت شعار "شقا الدار ماشي حكرة.. نتعاونوا على الزمان.. نتعاونوا على الشقا". وقالت بشرى عبدو، مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، خلال الندوة الصحفية المنظمة اليوم، إن الجمعية اليوم أطلقت حملة وطنية من أجل الاعتراف بالعمل المنزلي، واختارت شعار "شقا الدار ماشي حكرة"، لأن العمل المنزلي منتج ويخلق الاطمئنان والدفيء داخل الأسرة والراحة لمكوناتها. وأوضحت مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة أنه "شقا الدار" يقوم بتنمية اقتصاد الأسرة مؤكدة أنه حان الوقت اليوم للاعتراف بهذا العمل، وأن تتحمل الدولة مسؤوليتها في هذا الجانب. واعتبرت عبدو أنه في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن المادة 49 من مدونة الأسرة والحديث عن اقتسام الممتلكات بين الزوجين، فإنه من الضروري الحديث عن العمل المنزلي كمنتج وكمراكم للممتلكات، قائلة إنه لا يمكن في كل مرة أن تخرج المرأة من البيت بعد سنوات من الزواج وهي لا تملك شيئا ويقال لها "ما عمرك درتي شي حاجة" رغم أنها راكمت هذه الممتلكات وسهرت على تدبير شؤون البيت وعلى راحة الجميع داخله. وشددت بشرى عبدو على أن جمعية التحدي للمواطنة والمساواة ترفع اليوم هذا الشعار والمطلب الكبير لأجل الاعتراف بهذا العمل، والتحسيس والتوعية بأنه "ماشي حكرة" ومن أجل تقاسم المهام داخل البيت، وأن العمل المنزلي للزوج داخل البيت هو "ماشي حكرة"بل تعاون مع شريكته داخل الأسرة. ولفتت مديرة الجمعية إلى أن شعار هذه الحملة "شقا الدار ماشي حكرة" جاء نتيجة لمعايشة الجمعية لمشاكل النساء المتوافدات عليها، خاصة عدم اعتراف الأزواج بعملهن والأعباء التي يتحملنها داخل البيت وما يقمن به من أجل الأسرة، وأن الاشكال الحقيقي الذي يقض مضجعهن هو في حالة وقوع الطلاق والانفصال بين الزوجين، حيث تجد أغلبهن نفسها خارج البيت دون حق في اقتسام الممتلكات مع الزوج، مضيفة أن النساء يشعرن ب "الحكرة" وب "المس بكرامتهن" نتيجة تبخيس الأزواج لعملهن داخل البيت، خاصة أنها أول فرد يستيقظ داخل المنزل وآخر فرد ينام، وقد يتواصل عملها لساعات، لذلك، تقول مديرة الجمعية "كان هذا الشعار وكانت هذه الحملة لنقول كفى، ولننزل إلى الشارع وداخل المؤسسات التعليمية للتعريف بأهدافها، ولنرفع من معنويات النساء وتوعيتهن بأن العمل المنزلي "ماشي حكرة" وتسليط الضوء على ما تتعرض له النساء من حيف نتيجة إنكار هذا الدور الحيوي، بل وتحسيسهن أن هذا العمل له قيمة معنوية ومادية داخل المجتمع. من جانبه، أكد المهدي لمينه، مساعد اجتماعي بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أن الحملة الترافعية هي سابقة من نوعها في المغرب، وتأتي تخليدا لليوم الوطني للمرأة، قائلا "أردنا من خلالها التعبير كنساء ورجال بأن الشقا ماشي عيب داخل الدار، وأن الرجل يمكنه مساعدة الزوجة، بل وتربية الأبناء على ذلك، وأن يؤمنوا من الآن بثقافة المساواة من داخل البيت، وأنه ليس هناك فرق بين الذكر والأنثى في هذا الموضوع". وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن هذه الحملة تأتي بعد تراكمات وخلاصة لدراسة قامت بها الجمعية حول مجموعة من الأحكام القضائية الصادرة في هذا الجانب، ولكنها لم تنصف العمل المنزلي، قائلا "اليوم تقوم الجمعية بحملتها كإجابة على ذلك واعترافا بالعمل المنزلي بل وتدق ناقوس الخطر بالنسبة للحكومة ولمن لهم تلك النظرة الذكورية للنساء، وأنه يمكن اليوم تربية أجيال مؤمنة بكرامة النساء ومتشبعة بالمساواة".