احتفالا باليوم العالمي للسلام، شهدت مدينة آسفي، أخيرا، الدورة الثالثة لملتقى آسفي للسلام بمدينة الفنون والثقافة سهرت على تنظيمها الفنانة التشكيلية سعيدة الكيال، تحت إشراف عامل إقليمآسفي الحسين شاينان. واستهل الاحتفاء باليوم العالمي للسلم، بمعرض فني تشكيلي برواق مدينة الفنون والثقافة، استطاع أن يكسب رهان التوحد بين كل الفنانين، وتميز اللقاء بمشاركة كل من تركيا والسعودية ومصر. ووحد المعرض التشكيلي ثلة من الفنانين والفنانات التشكيليات، والملاحظ في اللوحات المعروضة أنها شكلت سيمفونية اللون والحركة والإيقاع، حيث إن الزائر يجد ذاته في عمق مشهد تشكيلي متنوع ومتعدد التيارات الجمالية، أي أن اللوحات المعروضة تحيل وعلى نحو زاخر وثري، إلى تعددية ملحوظة في الانتسابات المدرسية والخصوصيات الأسلوبية، الشيء الذي يكشف عن تعددية أقانيم الإبداع التشكيلي المغربي، الذي رغم حداثة زمنه الإبداعي، فإنه يظل غير قابل للقياس بمعيار الزمن الفيزيقي أو الكرونولوجي، فهو منفتح على أزمنة متعددة، إذ ما أن تتوقف عند تجربة تشكيلية، إلا وتجد نفسك مترحلا في خرائطية كونية، وإنسانية لا يقاس فيها عمر الإبداع، أو تاريخه بخطوة أو خطوتين أو ثلاث، بل بارتيادات وهواجس ورؤى وتشظيات بعيدة المدى، خرجت من زخم الإبداع ، فيها من رهان المغامرة ما يتجاوز الحدود الضيقة لرهانات ذاتية أو ظرفية سياقية. إلى جانب المعرض الجماعي، جرى تنظيم ندوة قدم فيها الدكتور منير البصكري، عن جامعة القاضي عياض، محاضرة تحت عنوان " آسفي أرض السلام عبر العصور والازمان". وأكد المحاضر مكانة آسفي التي لها قصب السبق في نشر ثقافة السلام منذ عهود طويلة. تلاها عرض مسرحية "الراس فالراس" لمحترف فنتازيا من الدارالبيضاء من تأليف وإخراج الفنان أنوار حساني، وتشخيص كل من هاجر الرغيني الإدريسي، وإسماعيل المحجوبي، ومحمد العم، والملابس من تصميم حسنية مبشور والتقنيات لمحمد مغفول والكوريغرافيا لعبد الغفور البحري . وشهد اليوم الثالث من الحدث الفني والثقافي أمسية أدبية شعرية وزجلية تخللها توقيع ديوان "Tresor Exhume " للشاعرة ايزة فرطميس، وديوان "باقي في الخاطر ما نكول" للزجال الراحل عبد النبي اكرولة، الذي تولت توقيعه زوجته الأديبة الشاعرة لطيفة زمهار، ثم توقيع كتاب "أشياء ضائعة بذاكرة آسفي الرائعة" للأديبة الشاعرة ربيعة بوزناد. وتخللت الأمسية قراءات عدة لشعراء وزجالين ابانوا عن مدى حاجة العالم للسلام أمثال الشاعرة شامة المؤدن، ونادية متفق، ونعيمة السحلي، وعبد الله الدغوغي، وزهيرة الكعاري، ويوسف محمود الفرديوي، وعبد الهادي الغيور، وسكينة برداك، وحسن تميم، وعبد الحق البوهادي، وبوشعيب حمدان وغيرهم من مبدعي الكلمة الحرة والهادفة والموزونة. أما في اليوم الرابع للملتقى والأخير فقد تم توقيع كتاب "مراءة الدسائس في محنة الاستعمار المزالة بفضل الله وعبده محمد الخامس" لكاتبه الاستاد عبد الله السعيدي الرجراجي مع قراءة للكتاب تولاها والده المؤرخ سيدي محمد السعيدي الرجراجي، لتطلق بدلك منظمة ملتقى آسفي للسلام الفنانة سعيدة الكيال ومبدعو الملتقى محبو السلام من مدينة الفنون والثقافة حمامة السلام بسماء مدينة آسفي آرض السلام . يذكر أن المشاركين في المعرض التشكيلي، الذي ضم مختلف التعابير الفنية من رسم ونحت وتصوير وزخرفة وفنون الخط، حققوا رهان التفوق والنجاح، وقدموا أعمالا تنبع منها روح السلام، وهم يحيون اليوم العالمي للسلام. وساهم كل من محمد بكاري، يوسف بن جلون، محمد بركامي، محمد قلقازي، فتيحة بولمان، شامة المؤدن، حياة الحلاوي، عبد الحكيم بورضى، خالد بيي، سعيد مسك، نادية متفق، عبد العزيز الكيال، مصطفى العمري، رشيدة الملحاني، عبد اللطيف البوعناني، محمد العسري، حنان طيطان، محمد العمري، أيوب جلواجة، رشيد بودهك، محمد الموساوي، أمل فلمبان، الطاهر الناضر، عمر كوران، محمد الجوهري، عبد الحق غيلاق، عبد الوهاب هضلوس، أسماء أبغاش، حسن الحويج، فؤاد طيطان، زينب تيميجا، وفاء شقرون، حسن اليونسي، أحمد السمين، بشرى النجمي وجمال الهواري... (ساهموا) في هذا العرس العالمي، الذي أطرته الفنانة التشكيلية البارزة سعيدة الكيال، بلوحاتهم ومختلف التعابير الأخرى من نحت وتصوير وزخرفة، وفن الخط، من أجل فتح نافذة السلام على العالم.