عبر الدكتور مثتى الدهان، من جامعة ميزوري للعلوم والتكنولوجيا من ولا ية ميزوري بالولايات المتحدةالأمريكية في تصريح ل "الصحراء المغربية" عن تقديره العميق لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وتفاعلها مع محيطها القاري والعالمي ومساهمتها في الدفع بحدود البحث العلمي في المجالات التي تهم الفلاحة والبيئة إلى أبعد الحدود. وقال الدهان "أنا أحضر لقاءات سيمفوس منذ انطلاقها سنة 2011، وأشارك في فعالياتها وأشغالها، ولي علاقة وطيدة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وأؤكد أن "سيمفوس" يعد مؤتمرا متميزا بكل المقاييس، خاصة من الجانب التنظيمي، وأيضا بالنظر إلى الأسماء العالمية الوازنة المشاركة في هذا اللقاء". وجاء هذا التصريح، في إطار فعاليات الدورة الخامسة للملتقى الدولي حول الابتكار والتكنولوجيا في صناعة الفوسفاط (Symphos) الذي تنظمه مجموعةOCP وجامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات التقنية، من 7 إلى 9 أكتوبر الجاري في بن جرير، والذي أضحى موعدا عالميا بامتياز، يضرب مرة كل عامين للابتكار والتجديد حول الفوسفاط ومشتقاته منذ انطلاقه في سنة 2011. وبخصوص هذه الدورة الخامسة، أكد الدهان أنها ترتبط بكل ما يخص الصناعات الفوسفاطية من مختلف الجوانب، بداية من عمليات التعدين مرورا بالتنقية والاستخلاص ووصولا إلى إنتاج الأسمدة واستعمالها في الأراضي الزراعية. واستطرد مؤكدا، أن "سيمفوس" هو لقاء له صدى عالمي من ناحية التخصصات التي يناقشها. وقال " تخصصي يتعلق المفاعلات المتعددة الحالات وجريان الموائع المتعددة الحالات، وهذا المنحى العلمي الدقيق له تطبيقات صناعية في الكثير من القطاعات، وأنا أشارك في ورشات سيمفوس لاكتشاف التحديات التقنية والعلمية في مجال الفوسفاط والأسمدة، والاطلاع على فرص تمويل الأبحاث في هذا المجال وهذا التخصص". وفي ذات التصريح، وصف المثنى الدهان أن علاقته بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ب "القوية"، وأضاف أنه سبق وزار وحدات تصنيع الأسمدة التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر وغيرها، مؤكدا أن المجهودات التي تبذلها المجموعة تستحق الإشادة، سواء من ناحية النتائج المحققة على صعيد عمليات الإنتاج المعقلن، أو على المستوى البيئي، وأبرز أن هناك الكثير من الدراسات العلمية التي تقوم بها المجموعة وما يصب في اتجاهها من قبيل هذا المؤتمر الذي يتباحث سبل التقليص أكثر من تأثيرات النفايات الصلبة والسائلة على بنية الموارد البيئة. وأردف قائلا "المكتب الشريف للفوسفاط وكما أعتقد وفق ما لمسته ميدانيا، يهتم بشكل مثير للإعجاب بالجانب البحثي، وهو أمر تؤكد جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. ولا أخفي هنا أنني شاركت هذا الصيف ضمن لجنة تابعة للجامعة في مقابلة واختيار الأساتذة الذين سينضمون إليها، وتأكد لي أن لهم مستويات علمية عالية وجلهم من المغاربة الذين نجحوا في مساراتهم الدراسية بالخارج، وهذا معطى آخر يحيلنا على أن "أو صي بي" تساهم في استقطاب العقول المغربية المهاجرة، وهذا أمر إيجابي للغاية". البروفيسور غونتر باولي، البلجيكي الذي سطع اسمه في سماء المفاهيم الاقتصادية الجديدة، أكد من جانبه أن المغرب يمكنه الاستفادة من الصناعات القائمة على إعادة التدوير، من قبيل إعادة استغلال النفايات الفوسفاطية، وأيضا خلق مصانع لصناعة الورق انطلاقا من الأحجار. معتبرا أن هذا النوع من الصناعات من شأنه خلق فرص شغل مهم لفائدة الشباب. ويذكر أن غونتر باولي رجل الصناعة البلجيكي، حصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة لويولا التي تحمل اليوم اسم جامعة أنفيرس ببلجيكا، وعلى شهادة الماستر في إدارة الأعمال من المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال INSEAD في سنة 1982 في فونتينبلو بفرنسا. ويتولى باولي منذ 2013 رئاسة مجلس إدارة نوفامونت بإيطاليا، وهي شركة متخصصة في مجال البوليميرات العضوية. ويدعم منذ 2009 مشاريع الاقتصاد الأزرق، وهو برنامج دولي يستهدف تفعيل أزيد من 200 مبادرة عبر تعبئة تمويلات بقيمة تناهز 4 ملايير من الدولارات، والتي ستخلق 3 مليون فرصة عمل عبر العالم. وهو أيضا عضو في نادي روما، الذي يرافع في إطاره من أجل نشر حلول مستدامة ذات بعد اجتماعي. وكان البروفيسور باولي وراء تأسيس "مبادرات وأبحاث صفر انبعاثات" في جامعة الأممالمتحدة بطوكيو، والتي تسعى لإعادة تعريف الانتاج والاستهلاك الصناعيين انطلاقا من استلهام النظم الطبيعية. وأكد رفاييل دومنغيز، خبير ومسؤول المبيعات بفرنسا وشمال إفريقيا بشركة ألفا لافال، في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن سيمفوس يمثل تظاهرة فريدة، خاصة من جانب نوعية الحضور وجودة اللقاءات الاستثنائية. وأضاف رفاييل أن مجموعة المكتب الشريف أكدت مكانتها المرجعية كفاعل عالمي لا محيد عنه في صناعة الفوسفاط بطرق تسعى باستمرار إلى الحفاظ على الموارد البيئية بشكل عقلاني وناضج. وأبرز أن "أو صي بي" تمثل مقاولة عملية تصبو بحرص شديد على التطور والرفع من إيقاعها التكنولوجي، والصيانة لتجهيزاتها، وقال "إننا نشعر بإرادة مجموعة أو صي بي ووعيها العميق بالأهداف البيئية، وهذا أمر يستحق الإشادة".