تلتئم ببنجرير منذ صباح اليوم الاثنين، وإلى غاية يوم 9 أكتوبر الجاري، نخبة المنظومة الصناعية الفوسفاطية العالمية، بأسمائها الوازنة في الدورة الخامسة ل"سمفوس" الموعد الدولي المنظم من قبل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث العالمي، الذي يشد أنظار مجتمعات البحث العلمي في الصناعات الفوسفاطية، أكد إلياس الفالي، المدير التنفيذي للعمليات الصناعية بالمكتب الشريف للفوسفاط، أن هذا الملتقى أصبح يشكل منصة لتبادل الأفكار والتجارب والممارسات في مجال الصناعات الفوسفاطية، مبرزا أن هذه النسخة الخامسة ستكون مناسبة لاستعراض أحدث المستجدات في ميادين الفلاحة الرقمية والذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والاقتصاد الدائري، وترشيد استعمال الأسمدة، ومواضيع كلها ترتبط بالنهوض بالفلاحة سواء بإفريقيا أو في باقي أنحاء العالم. وأوضح الفالي أن الصناعة الفوسفاطية تبحث عن الاستدامة والاستعمال الأمثل للموارد، وكلها توجهات تلتزم بها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وتعمل باستمرار على تطوير حلول ترسخها، مشيرا إلى أن هذه المناسبة ستكون فرصة سانحة لتقاسم هذه الخبرات مع كل الأطراف المشاركة، دون إغفاله أن "سيمفوس" يعد أرضية للقاءات الثنائية والتشبيك بين حضور يمثل العديد من البلدان. من جهته، تطرق هشام الهبطي، الكاتب العام لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إلى التوسع الذي أصبح عليه مجتمع "سمفوس"، وهو ما اعتبر انعكاسا للاهتمام العالمي بهذا الملتقى، وأضاف أن سيمفوس ومنذ انطلاقته سنة 2011، ساهم في دعم كل الحلول لدعم البحث العلمي لتطوير الفلاحة بإفريقيا والمغرب وبلدان أخرى. أما البروفسور غنتير باولي، صاحب عدة مؤلفات حول الزراعات البيولوجية وأحد الوجوه البارزة عالميا في مجال البحث عن بلوغ درجة الصفر على صعيد انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، فتحدث عن تجارب قربت الحاضرين من أهمية وضرورة الاهتمام بالاقتصاد الدائري. وأفادت مداخلات اليوم الأول أنه، وفي استمرار التزامها الراسخ بتشجيع الابتكار التقني والعلمي ووضعه في خدمة الفلاحة المستدامة، يأتي تنظيم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وجامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات التقنية، لهذه الدورة الخامسة للملتقى الدولي حول الابتكار والتكنولوجيا في صناعة الفوسفاط (Symphos)، الذي أصبح موعدا، منذ انطلاقه في سنة 2011 يضرب مرة كل عامين للابتكار والتجديد حول الفوسفاط ومشتقاته. ومن خلال تمحوره حول موضوع التكنولوجيا المبتكرة والمحدثة للقطيعة والخلخلة، من أجل صناعة "فوسفاطية مستدامة" يحتفي ملتقى سيمفوس هذه السنة بأحدث الحلول والتوجهات الجديدة في مجال تثمين الفوسفاط ومشتقاته، كما تشكل قضايا البحث العلمي وآفاق تطوير القطاع صلب القاءات والنقاشات التي يعرفها الملتقى، الذي يجمع أزيد من 900 مشارك قادمين من أزيد من 40 بلدا. وتميز هذا الحدث بحضور كل مكونات المنظومة الصناعية للفوسفاط، ممثلة في ملتقى بن جرير، من خلال فاعلين صناعيين عالميين كبار، ومصنعي ومزودي التجهيزات والآليات، والشركات الصاعدة ومصممي التكنولوجيا الجديدة، كما ستشارك المعاهد ومؤسسات البحث العلمي وجامعات ومجتمعات علمية ومكاتب الدراسات والهندسة المتخصصة، إضافة إلى مكاتب الاستشارة والجمعيات. ويستفيد سيمفوس 2019 ، الذي ينظم في رحاب المدينة الخضراء محمد السادس ببن جرير، مدينة العلوم والمعرفة في خدمة التنمية المستدامة للقارة الإفريقية، من بنيات تحتية من الطراز الرفيع. وخلال أيام هذه التظاهرة العالمية، تحتضن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية برنامجا علميا غنيا يتضمن جلسات عمومية وورشات وموائد مستديرة وعروض شفوية ولقاءات ثنائية. كما ستقترح المجموعة على ومنشآته. وإجمالا، سيحظى أزيد من 18 موضوعا علميا وتكنولوجيا وصناعيا بتغطية ندوات ولقاءات وورشات هذا الملتقى الدولي، مع إيلاء اهتمام خاص بالمواضيع المتعلقة بالأسمدة والمخصبات "الذكية"، والتكنولوجيات المزعزعة والمحدثة للقطيعة، وقضايا البيئة والاستدامة، والاقتصاد الدائري، وتتويج العمليات الانتاجية والصناعية والموارد. كما ستتميز هذه الدورة أيضا بطرق أبواب مواضيع وآليات جديدة مثل موضوع الأمونياك الأخضر، باعتبار الأمونياك عنصرا أساسيا في خصوبة التربة، ورهانات التحول الرقمي والذكاء الصناعي. كما سيشكل سيمفوس 2019 مناسبة للإعلان عن إنشاء شبكة اجتماعية دولية للمشاركين في ملتقى سيمفوس ورواده. وستضطلع هذه الهيئة المكونة من شخصيات علمية وصناعية، بمهمة تطوير البحث العلمي حول فضائل الفوسفور والفوسفاط، وفق مقاربة علمية وتقنية. تصوير: مصطفى بنجويدة