تتواصل بمراكش فعاليات الدورة الثالثة للمناظرة الدولية للابتكار والتكنولوجيا في صناعة الفوسفاط، التي تنظمها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بمشاركة أزيد من 1300 فاعل عالمي في قطاع صناعة الفوسفاط ، يمثلون ما يقارب 50 بلدا، يناقشون مواضيع مرتبطة بالعمليات الصناعية وسلسلة القيمة الصناعية، والأسمدة المبتكرة. الدورة التي اختير لها شعار «الابتكار في خدمة فلاحة مستدامة»، تهدف إلى تثمين الابتكار والتكنولوجيا والتوجهات في مجال تقييم الفوسفاط ومشتقاته، والبحث العلمي، بالإضافة إلى آفاق تطوير قطاع الفوسفاط لبلوغ فلاحة مزدهرة على المستوى العالمي. وقال سفيان كاسي، المدير التنفيذي للصناعة -محور الوسط- بالمكتب الشريف للفوسفاط، ضمن كلمته الافتتاحية للملتقى إن «الابتكار يشكل حجر الزاوية في عملنا، والمجمع الشريف للفوسفاط ملتزم بمعالجة جميع التحديات من أجل تحقيق زراعة مستديمة». كاسي تحدث أيضا عن أهمية تطوير الابتكار في قطاع الفوسفاط، والذي يوفر 147 مليون كيلوغرام من هذه المادة في السنة. وقال: «علينا أن نتذكر أن المغرب والصين وحدهما ينتجان ثلثي الإنتاج العالمي، ووحده المغرب الذي يعد ثاني أكبر منتج للمادة بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، يوفر ما يزيد قليلا عن 20 في المائة، في حين يحتل الرتبة الأولى في مجال التصدير بقرابة 45 في المائة من حصص السوق». ويسعى المشاركون في ملتقى «سامفوس» إلى توضيح دور الفاعلين في قطاع صناعة الفوسفاط والأسمدة في تطوير فلاحة حديثة وتحسين أدائها وجعلها فلاحة مستديمة، خاصة على صعيد القارة السمراء التي خصصت لها ورشة لمناقشة التحديات التي تواجهها، وفي هذا الإطار قال إن المجمع الشريف للفوسفاط ملتزم تجاه الفلاحة بإفريقيا من خلال تطوير منتوجات جديدة وأيضا تطوير خدمات جديدة ودعامات بالنسبة للمزارعين الأفارقة. على صعيد متصل أبرز رشيد بوليف، مدير البحث الكيميائي بالمجمع الشريف للفوسفاط، رئيس الدورة الثالثة لهذه المناظرة أن استثمارات وشراكات المكتب، أضحت اليوم، توجد في 45 دولة من كل قارات العالم. وقال في كلمته «إن المغرب مستعد للتنسيق والعمل مع الفاعلين الدوليين في مجال الطاقة والفوسفاط، لتطوير الصناعات المتطورة وحديثة التنمية ذات الصلة بقطاع الفوسفاط». ويعد ملتقى «سامفوس» مرجعا دوليا في قطاع الفوسفاط، إذ يوفر منصة لتعزيز وتنويع وتحديث وتنمية الصناعات الفوسفاطية، فضلا عن مواكبة حاجيات نمو الفلاحة العالمية. وباعتباره رائدا عالميا في صناعة الفوسفاط، فإن المجمع الشريف للفوسفاط يعي جيدا كون الابتكار هو الدعامة الأولى من أجل استغلال معقلن ومستدام لاحتياطات الفوسفاط. كما يقترح المنتدى، الذي يقعد كل سنتين، مشاركة المعلومات والأفكار المبتكرة حول مجموعة كبيرة من المواضيع العلمية والتكنولوجية. ويطمح إلى أن يشكل فضاء للتبادل حول أفضل الممارسات الصناعية والابتكارات التي من شأنها أن تحسن الإنتاج، والحفاظ على الموارد والبيئة، واستشراف مستقبل صناعة الفوسفاط من أجل تنمية زراعية مستديمة. ويسعى المجمع، إلى توحيد المجتمع الدولي الفاعل في مجال الفوسفاط حول منصة مشتركة لتبادل الخبرات والتجارب، في ظل هدف أساسي يتمثل في: المساهمة في أفكار الغد للتغلب على التحديات الكبرى من أجل بلوغ زراعة مستديمة قادرة على الاستجابة للطلب الغذائي العالمي المتزايد. وسيتطرق المشاركون في هذه المناظرة إلى التقنيات الجديدة والتكنولوجيا المستخدمة في مستقبل صناعة الفوسفاط في سياق التنمية المستديمة والتكنولوجيات النظيفة، من أجل تحسين أنظمة الإنتاج في مجال صناعة الفوسفاط والحفاظ على الموارد. يذكر أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تعتبر رائدا عالميا في سوق الفوسفاط ومشتقاته، بما فيها الأسمدة، وفاعلا رئيسيا في السوق العالمية منذ سنة 1920. وتتوفر المجموعة على ولوج حصري لاحتياطات الفوسفاط في المغرب، التي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم حسب مرصد جيولوجي أمريكي. كما تعتبر أيضا منتجا بكلفة منخفضة للفوسفاط، وفاعلا رئيسيا على امتداد سلسلة القيم لإنتاج الفوسفاط.