ثار العشرات من المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف في وجه قيادة البوليساريو للمطالبة بإطلاق سراح ثلاثة معارضين، اختطفوا في منتصف شهر يونيو الماضي، ويتعلق الأمر ببوزيد أبا بوزيد، وفاضل ولد المهدي ولد بودا ولد بريكة، ومحمود زيدان. وندد الصحراويون، الذين يواصلون اعتصامهم أمام مقر قيادة البوليساريو بتندوف، بسياسة القمع الممارس في حق كل المعارضين، رافعين شعارات تطالب منظمات حقوق الإنسان الدولية بالتدخل لوقف غطرسة مليشيات البوليساريو، التي كثفت من حملات الاختطاف والاعتقال في حق الصحراويين المعارضين. وراسل تيار خط الشهيد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من أجل التدخل لدى الجزائر وقيادة البوليساريو لإنقاذ أرواح المختطفين الصحراويين الثلاثة المضربين عن الطعام بالسجون السرية، فوق التراب الجزائري، منددا بمظاهر "الفساد والرشوة وسوء التسيير لدى قيادة البوليساريو"، وجاء في الرسالة، التي تتوفر "الصحراء المغربية" على نسخة منها، "نبعث لكم بهذه الرسالة المستعجلة لدعوتكم للتدخل لدى الجزائر والبوليساريو من أجل إنقاذ أرواح الصحراويين الثلاثة المختطفين منذ 17 من شهر يونيو الماضي، من طرف ميليشيات البوليساريو وفوق التراب الجزائري بعيدا عن كل القوانين والأعراف المعمول بها في العالم، ولم تحط عائلاتهم بخبر الاختطاف". وكشفت الرسالة ذاتها، أن الثلاثي بوزيد أبا بوزيد، وفاضل ولد المهدي ولد بودا ولد بريكة، ومحمود زيدان، "تم اختطافهم وتعذيبهم ورميهم في زنازين ضيقة، في أرض تتجاوز الحرارة فيها 54 درجة، وتعرضهم للتعذيب، مما جعلهم يضربون عن الطعام، وهم الآن بين الموت والحياة". كما أكدت الرسالة أن أبا بوزيد قام بتسريب تسجيل صوتي من داخل زنزانته، أكد فيه أن المختطفين الثلاثة "سيواصلون الإضراب حتى الموت أو إطلاق سراحهم، لهذا ندعوكم سيادة الأمين العام، باسمنا وباسم عائلات الضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هذه المأساة، للتدخل العاجل والفوري لإنقاذ أرواح هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم، سوى أنهم عبروا عن آرائهم ضد الفساد وانعدام الديمقراطية لدى قيادة البوليساريو، لما لكم من مسؤولية، عبر بعثة المينورسو، في الدفاع عن كرامة وحقوق الإنسان ضحايا المتاجرة بمعاناتهم بالمخيمات طيلة أكثر من 45 سنة لهذا النزاع الذي طال أكثر من اللازم". كما تحمّل الرسالة ذاتها، قيادة البوليساريو، ومن ورائها الجزائر، مسؤولية مصير وحياة هؤلاء المختطفين. وتبقى قضية المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف عالقة دون حلول تحميهم من معاناة العنف الممارس عليهم من طرف مليشيات البوليساريو، ومن الحياة اللاإنسانية وسط الصحراء، ومن الحرمان من كافة وسائل الحياة الكريمة.