تعلق جماهير الكرة العربية آمالها الأخيرة على الجزائروتونس للتأهل إلى النهائي من النسخة 32 من منافسات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم مصر 2019، بعدما استطاع "محاربو الصحراء" تجاوز الكون ديفوار بضربات الترجيح (4-3) عقب انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، وكذا شوطين الإضافيين بالتعادل الإيجابي 1-1، في حين حسم منتخب تونس مواجهته أمام مدغشقر، مفاجأة هذه الدورة، بثلاثية نظيفة. وبتأهل الجزائروتونس إلى المربع الذهبي من البطولة الإفريقية، فقد تحقق تاريخ جديد بتواجد ثنائي عربي في نصف النهائي لأول مرة منذ 9 سنوات، وتحديدا منذ نسخة 2010، والتي شهدت صدام مصر والجزائر في دور الربع، وفاز الفراعنة، آنذاك، برباعية دون رد، وتأهلوا للنهائي وفازوا باللقب. ومنذ تلك النسخة، وعلى مدار 4 نسخ متتالية لم يعرف المربع الذهبي ل"الكان" وجود أكثر من فريق عربي واحد. وعبر العديد من المشجعين عن أملهم في أن يكون النهائي عربيا خالصا بين منتخبي الجزائر ونسور قرطاج على أرض ملعب القاهرة يوم 19 يوليوز الجاري، وقبل ذلك يتعين على الجزائروتونس تجاوز عقبة السنغال ونيجيريا على التوالي في نصف النهائي غدا الأحد. محاربو الصحراء بقتالية رجولية
بوطنية كبيرة، وقتالية رجولية، يواصل المنتخب الجزائري المنافسة من أجل تحقيق المفاجأة الكبيرة، وهو تحقيق اللقب القاري للمرة الثانية في تاريخه، بعد الأولى سنة 1990. وحقق منتخب الجزائر فوزا صعبا على منتخب كوت ديفوار بضربات الجزاء بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، في المباراة، التي جرت علي ملعب السويس، إذ انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل طرف. ونجح سفيان فيغولي في تسجيل الهدف الأول للجزائر في الدقيقة 20 من الشوط الأول، ثم تعادل اللاعب كودجا للإيفواريين في الدقيقة 62. وابتسمت ضربات الجزاء لزملاء العميد رياض محرز، بعدما فشل الوقتين الإضافيين في حسم المواجهة. وأثنى المراقبين الرياضيين على أداء عناصر المدرب جمال بلماضي، الذي أعد مجموعة متكاملة في مختلف الخطوط الثلاث، وأقنعت الجماهير العربية بأحقيتها بأن تمثل الكرة العربية في المحفل القاري بكل جدارة واستحقاق، خاصة أن محاربي الصحراء يضم في صفوفه رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، إضافة إلى صانع ألعاب نادي أمبولي الإيطالي، إسماعيل بن ناصر، ومهاجم الترجي التونسي، يوسف بلايلي، وآدم محمد وناس، مهاجم نابولي الإيطالي. وكانت المرة الأخيرة التي وصل فيها منتخب الجزائر إلى نصف نهائي أمم أفريقيا في نسخة 2010، التي أقيمت في أنغولا، بعدما هزم منتخب الكوت ديفوار بحصة 3-2 تحت قيادة المدرب رابح سعدان.
قال جمال بلماضي، مدرب منتخب الجزائر، إن مواجهة كوت ديفوار كانت صعبة جدا، رغم تحقيق التأهل للدور النصف النهائي. وأضاف بلماضي، خلال الندوة الصحفية التي أعقب نهاية المباراة، "كان لنا العديد من الفرص خلال المباراة، لكننا لعبنا بقوة ووصلنا لمرمى الخصم أكثر من مرة، ولم نكن موفقين في تحويل الفرص إلى أهداف". وأشاد بلماضي بكل لاعبيه، وقال "لدي 23 مقاتلا في الفريق يؤدون كل ما عليهم"، مضيفا "ضربات الجزاء كانت تحدي صعب ولكننا عبرنا بنجاح". بخصوص إصابة يوسف عطال الذي غادر الملعب مصابا، قال "النقطة السوداء الوحيدة في المباراة، وللأسف الشديد، هي اصابة اللاعب عطال، لان اصابته قد تمتد إلى الدور المقبل". وأوضح بلماضي "طموحي أن أضع الجزائر ضمن الكبار في أفريقيا عقب الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم في روسيا".
بخطى ثابتة، وبدرجة أكثر اقناعا من مباريات دور المجموعات على مستوى الأداء الجماعي، يواصل المنتخب التونسي تسلق الأدوار في "الكان" 2019، وكبر حلمه بتكرار نتيجة 2004 حين فاز باللقب التاريخي على حساب المنتخب المغربي. واستطاع المنتخب التونسي وضع حدا لمغامرات منتخب مدغشقر بفوزه عليه بحصة 3-0 في المباراة التي جرت بينهما، أول أمس الخميس، ضمن الدور ثمن النهائي للبطولة. وافتتح التونسي فرجاني ساسي، نجم نادي الزمالك المصري، التسجيل ل "نسور قرطاج" في الدقيقة 53، وأضاف العميد يوسف المساكني الهدف الثاني، قبل أن يختم التونسي نعيم سليتي ثلاثية بلاده، عندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. وكان تأهل منتخب تونس إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 15 عاما، وتحديدا منذ اللقب الوحيد على أرضها. وضرب منتخب تونس موعدا في الدور قبل النهائي مع منتخب السنغال، الذي فاز، بدوره، على نظيره البنيني بهدف وحيد، خلال المباراة التي جرت على ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة.
فرجاني ساسي يغادر الندوة الصحفية
قال فرجاني ساسي، لاعب منتخب تونس، إن زملاءه كانوا أكثر عزيمة في المباراة، وحققوا تاريخا جديدا ببلوغ دور نصف النهاية، مضيفا "مر زمن طويل لم نبلغ فيه نصف النهائي، ووصلنا لهذا المستوى بتحسن أداءنا من مباراة الى أخرى". واضطر فرجاني ساسي إلى مغادرة الندوة الصحفية، التي أعقبت نهاية المباراة، رفقة جائزة أفضل لاعب في المواجهة، احتجاجا منه على طلب المترجم الخاص بالإعلاميين بالتحدث باللغة العربية الفصحى أو التونسية. وأبدى اللاعب غضبه الشديد، ورفض بشكل قاطع اكمال الندوة الصحفية، رغم كافة المحاولات من مندوب "الكاف".