انطلقت اليوم الخميس، أشغال الندوة الدولية متعددة التخصصات حول الإعاقة والمجال،التي ستحتضنها المكتبة الجامعية محمد السقاط، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، لمدة يومين "اليوم الخميس وغدا الجمعة"بحضور باحثين وخبراء ينتمون إلى 20 جامعة من المغرب وخارجه، يمثلون دول فرنسا، بلجيكا، إسبانيا، كندا، هولندا، تونس، إيطاليا ومصر، إلى جانب مشاركة فاعلين من الحقل الجمعوي والاقتصادي من المغرب وخارجه. كما حضر اللقاء أشخاص في وضعية إعاقة حركية وذهنية، من المغرب وخارجه، ساهموا بعرض تجربتهم ومعيشهم وإسهاماتهم في المجتمع، منها أعمال فنية تشكيلية لفتاة في وضعية إعاقة التثلت الصبغي. وفي افتتاح الندوة الدولية، تحدث الدكتور جمال خليل، مدير مختبر الأبحاث حول التمايزات الاجتماعية والهويات الجنسية "لادسيس" بجامعة الحسن الثاني، عن أهمية توفير الولوجيات للأشخاص في وضعية إعاقة في مجموع الفضاءات العمومية، بما فيها الكليات، باعتبارها حق من حقوقهم، بعيدا عن النظرة الإحسانية إليهم، لضمان بنية استقبالية تستجيب لاحتياجات. من جهته، أكد الدكتور مراد موهوب، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق في الدارالبيضاء، أهمية مناقشة الإعاقة كموضوع إنساني واجتماعي، كونه يندرج ضمن الأولويات، التي ركز عليها جلالة الملك في عدد من الخطابات الملكية وفي دعم المشاريع الاجتماعية الموجهة لهذه الفئة عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأوضح موهوب انخراط كلية عين الشق حول قضايا الصحة في المجتمع من خلال تنفيذ مشاريع لتكوين الأطر والطلبة وإنجاز أعمال بحثية ووضع مشاريع ولوجيات وتأسيس مركز بيداغوجي لضعاف البصر وعقد اتفاقيات شراكات مع مراكز استشفائية في مجالات الصحة النفسية والعصبية وغيرها. وتبعا لذلك، تطرقت الندوة للمعالجة القانونية للولوج إلى المجال والفضاءات العمومية والمشاريع الحضرية الكبرى، وتدارس واقع الولوجيات ومدى توفرها للجميع أم للبعض، مع مناقشة مستويات احترام القواعد المرتبطة بمجال الإعاقة وتدارس الحق في الولوج إلى المجال انطلاقا من المقاربة الحقوقية العالمية. كما اهتمت بموضوع تمويل الولوجيات والمجال الحضري وإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، مع فهم معيشهم اليومي من خلال التعرف على مسيرة حياتهم ومشاعرهم. كما ناقشت الندوة الأبحاث المنجزة حول الإعاقة، خلال السنوات الماضية، وقضايا ترتكز على مجالات التكوين والإدماج والتربية المدرسية والتعليم العالي والاندماج والإدماج، مع رصد التمثلات والثقافة حول الإعاقة والبيئة وعلاقتها بالمجال وأنماط الحياة وفضاءات المشاركة المدنية. إلى جانب ذلك، ناقش المشاركون موضوع الإعاقة وعلاقتها بالهجرة والإدماج في فضاءات التكوين والتعليم والعمل والصحة والتكفل العلاجي والتربية النفسية، ومدى ولوج المعاقين إلى فضاءات التعبير والنقاش، موازاة مع تحليل السياسات العمومية في المغرب على مستوى إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات الحياة العامة.