تستعد جامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء لاحتضان ملتقى علمي متعدد التخصصات حول الإعاقة والمواطنة، يندرج في إطار مشروع دولي تحمله جامعتي "كليمون أوفيرن" في فرنسا وجامعة "وسان بونيفاس" في كندا، وذلك ما بين 27 و28 يونيو المقبل في كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق. ويهدف ملتقى الإعاقة إلى إعطاء الكلمة للباحثين في المجال، وخلق أرضية للنقاش والتفكير وتبادل المعطيات والمعرفة والتجارب حول الإعاقة وعلاقتها بالمجال، مع إعداد فرص لعقد شراكات تعاون مستقبلية بين الجامعة المغربية والجامعات الفرنسية والكندية، وخلق حركية للتكوين للطلبة والأساتذة. وموازاة مع هذه الاستعدادات، نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق في الدارالبيضاء ندوتين، في إطار الشراكة بين أساتذة المغرب وفرنسا، إذ همت المحاضرة الأولى موضوع المقاربة الثقافية والاجتماعية الأنثروبولوجية للإعاقة، وذلك خلال شهر أبريل من سنة 2018، بينما ركزت الثانية، شهر فبراير الماضي، على تدارس موضوع تدبير الإعاقة والسياسات العمومية والفاعل المؤسساتي. وتكتسي هذه المحاضرات حول الإعاقة، أهمية كبيرة بالنسبة إلى طلبة المغرب، بالنظر إلى غياب مادة مخصصة لدراسة الشخص في وضعية إعاقة، الشيء الذي يسمح بمقاربة الموضوع من الناحية العلمية والسوسيولوجية، خصوصا في إطار إنجاز بحوث نهاية سنوات التكوين الجامعي الأساسي، تفيد الدكتورة أمال بوصبع، باعتبارها أستاذة السوسيولوجيا، مؤطرة سابقة لندوة حول "الإعاقة في المغرب ما بين الشخصي والافتراضي..أية انعكاسات على الروابط الاجتماعية". من جهته، قدم "فريديريك ريشارد"، سوسيولوجي ومسؤول ماستر "مستشار الولوجيات" بالمعهد الوطني العالي للتكوين والبحث لتربية الشباب في وضعية إعاقة بفرنسا، محاضرات حول الإعاقة لفائدة طلبة الإجازة والماستر، وتقديم نظرة جديدة وملموسة حول إشكالات الولوجيات من خلال دراسة مقارنة بين الواقع المغربي والفرنسي، اعتمادا على سوسيولوجيا التمثلات ودراسة معيش الأشخاص في وضعية إعاقة. وفي هذا الإطار، أفادت الدكتورة أمال بوصبع، أستاذة باحثة في السوسيولوجيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن سبب اختيار تدارس هذه التيمة يعود إلى الرغبة في دعوة العموم إلى إعادة التفكير في أمر الولوجيات بما يراعي البعد الاجتماعي والشخصي، على اعتبار أن حكر الحديث عن الولوجيات من زاوية الولوج العمراني، يمكن أن يشكل مقاربة ناقصة، سيما في حالات استمرار التمثلات الاجتماعية حول الشخص في وضع إعاقة، ما يذكي حالات وصم واستبعاد أو إهانة أو تمييز هذه الفئة. ويأتي التدارس المشترك لهذه المواضيع في إطار عملية حركية الأساتذة بين جامعات فرنسا والمغرب، تنفيذا لبرنامج التبادل "إيراسموس+"، الموقعة بين دول فرنسا والكاميرون وهايتي، إلى جانب المغرب، وترتكز على إلقاء المحاضرات بين الأساتذة الجامعيين من الدول المذكورة بهدف خلق فرص الالتقاء بين مختلف الباحثين والمكونين، واكتشاف محتويات التكوينات المقترحة لدى الطرفين حول الإعاقة.