اختتمت فعاليات اليوم العلمي حول السوسيولوجيا والعلوم الاجتماعية في المغرب، الذي نظمته، أول أمس الثلاثاء، شعبة السوسيولوحيا في الدارالبيضاء، بكلية الآداب والعلوم الانسانية عين الشق، بجامعة الحسن الثاني. عرف اليوم العلمي مناقشة مجموعة قضايا اجتماعية ومجتمعية، بحضور الدكتور محمد الطوزي، أستاذ باحث في العلوم الاجتماعية، الذي تطرق إلى دور باحث علم الاجتماع، المغربي- الفرنسي، "بول باسكون"، وإسهاماته في السوسيولوجيا في المغرب. كما شكلت أشغال اليوم العلمي، منصة لتبادل مجموعة معارف وتجارب وخبرات الطوزي مع طلبة علم الاجتماع، ومنها المتعلقة بالعمل الميداني، الذي يكتسي أهمية كبيرة في البحث السوسيولوجي، كونه يمكن من التفاعل المباشر واكتساب معلومات من المنبع، غالبا ما تكون جديدة، يبرز الطوزي. وأبرز الطوزي أن السوسيولوجيا، تعد مفتاحا لفهم العديد من القضايا، وللتساؤل حول الذات والآخر، ما يجعلها وسيلة لتشفير ظواهر المجتمع المعقدة، وبالتالي تمنح للباحث فرصة لعب دوره داخل المجتمع، مشددا على ضرورة تقيد الباحث بمجموعة قواعد، منها المعرفية والنظرية والمنهجية، إلى جانب التقيد بالقواعد الأخلاقية التي تتيح شفافية وديمومة العمل.
كما حث الباحثين على الابتعاد عن الأحكام القيمية، من خلال وضع مسافة بين الذات وموضوع الدراسة، في إطار احترام الآخر، على اعتبار أنها قاعدة بحثية، إلى جانب أنها مبدأ من مبادئ الحياة. وفي هذا الإطار، عبر محمد الطوزي، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، عن تفاؤله حول مستقبل العلوم الاجتماعية في المغرب، تبعا لوجود جيل يتطلع إلى المعرفة والبحث والدراسة، مبينا أن العلوم الاجتماعية، هي علوم مضنية، كما هو الأمر بالنسبة إلى جميع العلوم الأخرى، كونها تتناول مسائل وظواهر معقدة، تتطلب من الباحث، كما باقي الأفراد، الحرص على الدراسة والبحث عن المعرفة والاقبال على الكتابة وغيرها من وسائل وفنون التعبير الأخرى، كونها تغني المسار الذاتي والعلمي. من جهتها، قالت الدكتورة ليلى بوعسرية، أستاذة علم الاجتماع، إن اللقاء العلمي، بمثابة لحظة تاريخية، نقل خلالها الطوزي مجموعة من تجاربه وخبرته الميدانية والبحثية، سواء منها المتعلقة بمنهجية البحث وطريقة إنجاز أبحاث العلوم الاجتماعية، من خلال احترام قواعد وأخلاقيات هذه العلوم، وطريقة العمل الجماعي. وذكرت بوعسرية أن هذا الباحث كان له الفضل في فتح شعبة علم الاجتماع، وإسهاماته في العلوم الاجتماعية، من خلال البحث وتأسيس المركز المغربي للأبحاث الاجتماعية، ومدارس الدكتوراه، بعيدا عن الطرق الكلاسيكية، وأيضا من خلال مبادراته لجمع مختلف الباحثين في علم الاجتماع. يجدر الذكر أن أشغال اللقاء العلمي، حضره عدد من أساتذة علم الاجتماع ومهتمون بالعلوم والدراسات الاجتماعية، إلى جانب حضور مكثف لطلبة شعبة علم الاجتماع بمختلف مستوياتهم الدراسية، والذين أثاروا العديد من أعمال محمد الطوزي بمختلف أنواعها وحقولها المعرفية، من دين وسياسية وقضايا قانونية، وظواهر اجتماعية وأنثروبولوجية، إلى جانب رصد الحياة في العالم القروي، الذي أطلق عليه الطوزي، بالعالم "خارج المدينة"، تبعا للتغيرات الطارئة عليه.