دعا المشاركون في لقاء دراسي نظم الأحد بالعيون (فم الواد)، إلى تكريس ثقافة الولوجيات لدى مختلف الفاعلين والمهتمين بمجال الإعاقة والعمل على بلورتها ضمن البرامج والسياسات العمومية. وأوضح المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته، على مدى يومين، جمعية مساندة الأشخاص المعاقين بشراكة مع التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص ومنظمة «أنديكاب أنترناسيول»، حول الولوجيات تحت شعار «معا لإزالة العقبات التي تحد من مشاركة ذوي الإعاقة في التنمية»، أن تكريس هذه الثقافة (كالإستراتيجية الوطنية لإدماج الشباب) يتطلب وضع استراتيجية تشاورية محليا وإقليميا حول الولوجيات تضم السلطات المحلية ومنظمات الاشخاص في وضعية اعاقة ومؤسسات عمومية من اجل مواكبة المشاريع القائمة والمستقبلية في افق جعلها سهلة الولوج. كما دعا المشاركون في هذا اللقاء، الذي حضره أيضا باحثون وفاعلون جمعويون مهتمون بمجال الإعاقة، إلى تفعيل دور المجتمع المدني في بناء مجتمع ولوج وملاءمة التشريعات الوطنية مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالولوجيات مع الأخذ بعين الاعتبار الولوج الشامل، مؤكدين على ضرورة تعميم الوثائق والمعلومات المتعلقة بالأشخاص في وضعية إعاقة على جميع الفاعلين بالجهة وذلك بغية تثمين وضمان حق الولوج لهؤلاء الأشخاص. وطالبوا بوضع مخطط عمل قابل للتنفيذ من أجل تطوير ثقافة الولوج الشامل في مدينة العيون وباقي الأقاليم الجنوبية للمملكة وتكوين لجنة مختلطة تضم الوكالة الحضرية والسلطات المحيلة والمصالح الخارجية ومنظمات الأشخاص المعاقين من أجل السهر على وضع وتنفيذ هذا المخطط وإعادة تأهيل الفضاء العام والمرافق المستقبلة للعموم. كما طالبوا بإصدار القرارات المتعلقة بتطبيق المراسيم التنفيذية لقانون الولوجيات والتفكير المنهجي من أجل تضمين بعد الإعاقة في جميع المشاريع التنموية والخاصة بتطوير البنيات التحتية وتكريس مقاربة التشاور والتشارك مع الأشخاص المعنيين بوضع المخططات التنموية المحلية. وبخصوص التوصيات المتعلقة بالمعايير التقنية للولوجيات، دعا المشاركون في هذا اللقاء إلى ضرورة وضع برامج تكوينية حول الولوجيات لفائدة تقنيي ومهندسي شركات البناء المشتغلة في مجال التدبير والتهيئة الحضرية من أجل تقوية قدراتهم التقنية والمعرفية حول الولوجيات، مشددين على أهمية التشخيص التقني للمدينة من أجل تحديد حاجياتها في مجال الولوجيات وملاءمتها مع الأشخاص في وضعية إعاقة، وتنظيم حملات تحسيسية بأهمية الولوجيات من أجل المشاركة الاجتماعية للأشخاص في وضعية إعاقة في الحياة العامة . يذكر أنه تم، خلال هذه التظاهرة، تقديم عرض حول «الولوج الشامل» سلط الضوء على الترسانة القانونية المغربية، والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة. وتم أيضا عرض شريط فيديو لخص وضعية الولوجيات بالمغرب، فضلا عن تنظيم ورشتين تكوينيتين، لفائدة الفاعلين المحليين والجمعيات الفاعلة في مجال الإعاقة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، حول «الإطار القانوني للولوجيات» و «المعايير التقنية للولوجيات».