تدارس البرلمانيون الأفارقة، بمجلس النواب، الوضع السياسي والأمني في دول إفريقيا الناطقة باللغة الفرنسية، وخاصة في منطقة الساحل. وصادق البرلمانيون الأفارفة، خلال أشغال الدورة 27 للجمعية الجهوية الإفريقية، التابعة للجمعية البرلمانية للفرنكفونية، المنتهية السبت 15 يونيو بمجلس النواب، على عددا من المواضيع، والتي تتعلق بالاندماج الجهوي في إفريقيا، والتحديات الجديدة للنظام البرلماني في إفريقيا، والبرنامج الرقمي للجمعية البرلمانية للفرنكوفونية. كما وضعوا، في الاجتماع ذاته، آخر الترتيبات التنظيمية للدورة ال 45 للجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، وللدورة التاسعة للبرلمان الفرنكفوني للشباب التي ستنعقد بأبيدجان في شهر يوليوز المقبل. وشارك في أشغال الدورة كل من الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، ومحسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، وجاك كرابال، الكاتب العام البرلماني للجمعية البرلمانية للفرنكفونية. وركز الحبيب المالكي، في كلمته الافتتاحية، على ضرورة استثمار البرلمان الإفريقي في البحث عن الأساليب والوسائل الضرورية للرفع من مستوى الأداء البرلماني والحكامة في البلدان الإفريقية من أجل مواجهة تحديات التنمية، مشددا على تجديد آليات البرلمانات الفرنكفونية، من خلال تعزيز سلطات البرلمانات في الحياة السياسية، والدفاع عن مصالح وتطلعات الشعوب الإفريقية، وتوطيد تضامنها وتعميق ثقافتها الديمقراطية وإرساء سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان. كما أكد رئيس مجلس النواب على أن الغاية من النظام البرلماني المعقلن تكمن في تطوير التمثيلية السياسية، وضمان التوازن الضروري والحفاظ على الاستقرار المؤسساتي. وقال إن "قوة الديمقراطية في إفريقيا لم تعد مجرد حلم بل صارت حقيقة بادية". من جهته، أعتبر محسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، أن الاجتماع شكل قاعدة أساسية لفتح آفاق جديدة واعدة للتنمية والازدهار والسلام والتضامن، مشيرا إلى أن تعزيز الدينامية الجهوية والاندماج القاري يظل أمرا حتميا لتوحيد القارة الإفريقية وتعزيز مكانتها في المشهد الدولي. وقال إن "الاندماج القاري الذي يتشكل حاليا سيتم تجسيده من خلال إنشاء منطقة حرة للتبادل القاري". بدوره تحدث جاك كرابال، الكاتب العام البرلماني للجمعية البرلمانية للفرنكفونية، عن الدينامية الجديدة التي انخرطت فيها الجمعية البرلمانية. وقال إن "ضمان مستقبل الإنسانية رهين بالتعاون واحترام الحقوق والتعددية، وضمان العدالة في التبادلات الاقتصادية الدولية، ومساهمة المجتمع المدني في بناء السلام والديمقراطية"، مشددا على ضرورة التنسيق بين المبادرات التشريعية داخل الفضاء الفرنكفوني من أجل تحقيق تكامل جهوي أكثر قوة. وتضم الجمعية الجهوية الإفريقية في عضويتها دول شمال إفريقيا، ودول غرب ووسط وشرق إفريقيا، إضافة إلى دول مدغشقر، وجزر موريس، والسيشل، من المحيط الهندي. كما تضم الجمعية الجهوية كلا من برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط إفريقيا، واللجنة البرلمانية المشتركة للاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا، وبرلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وبرلمان عموم إفريقيا، والاتحاد البرلماني الإفريقي. وتأسست الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية في ماي 1967 بلوكسمبورغ، وتتكون من 54 هيئة برلمانية بصفة عضو، و14 بصفة شريك، و19 بصفة مراقب، بهدف تمثيل شعوب البرلمانات الأعضاء فيها والدفاع عن مصالحها، وتشجيع التعاون بين دول إفريقيا، ودعم الديمقراطية وحقوق الانسان بالفضاء الفرنكفوني.