ختم طلبة شعبة علم الاجتماع بكلية عين الشق في الدارالبيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، أشغال زيارة بحثية اجتماعية، شكل ميدانها مدينة الحاجب، وذلك على مدى ثلاثة أيام. وشارك في هذا العمل الميداني خمسة وثلاثون طالبا من الأسدوس السادس لشعبة علم الاجتماع، مؤطرين بعدد من أساتذة الشعبة، الذين واكبوا خمس مجموعات عمل، ينتظر نشر نتائجها في ورقة بحثية على الموقع الإلكتروني للشعبة، نهاية الشهر الجاري. وركزت أعمال البحث على دراسة التغييرات الاجتماعية المواكبة للإصلاحات الزراعية، التي عرفتها المنطقة، وهمت فروع مختلفة من مجالات البحث في علم الاجتماع، منها الشأن المدرسي والزواج والأسرة والمجتمع المدني بالإضافة إلى أبحاث همت هوية الفلاح الجديد في المنطقة ومختلف تصنيفاته. والتزمت الزيارة باتباع منهجية اشتغال، ارتكزت على توزيع الطلبة على مجموعات بحث كل واحدة منها اهتمت بموضوع معين، من تأطير أساتذة الشعبة، الذين رافقوا الطلبة في بناء الإشكاليات، واختيار المنهج وأدوات البحث، وصولا إلى مناقشة النتائج، مع ترك هامش واسع للطلبة لاستثمار إمكانياتهم وتجريبها ميدانيا، وفقا لما تحدث عنه زكريا القادري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية عين الشق، في تقرير حول أشغال الزيارة الميدانية، توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة منه. وتأتي هذه الزيارة، في إطار تشجيع وتوجيه التعلمات المرتبطة بعلم الاجتماع بحقلها التطبيقي ومساعدة الطلبة على استثمار معارفهم خلال تجربة بحثية حقيقية، يضيف القادري. من جهتها، أبرزت ليلى بوعسرية، أستاذة علم الاجتماع بالكلية نفسها، الأهمية البالغة للعمل الميداني في الأبحاث المرتبطة بعلم الاجتماع، ما يجعل من الزيارة الميدانية للحاجب فرصة لاكتساب الطلبة لمعارف اجتماعية والتحكم في الأسس النظرية لعلم الاجتماع وفي تقنياته الميدانية. أما أمال بوصبع، أستاذة علم الاجتماع بالكلية نفسها، فأكدت أن الزيارة الميدانية تدخل في إطار توجه يرمي إلى تمكين الطالب من فهم الميكانيزمات، التي تمكن الأفراد والجماعات من خلق وإنتاج وتبادل العلاقات والبنيات الاجتماعية عبر الزمن، وتزويد الطالب بالمعرفة الضرورية من أجل فهم الرهانات الاجتماعية المحلية والشمولية. وينضاف إلى ذلك، تمكين الطالب من القدرة على فهم بنية المجتمع ودينامياته، إلى جانب فهم ارتباطاتها بنماذج السلوك البشري وتحولات الحياة الفردية. وفي هذا الإطار، تحدث عزيز مشواط، أستاذ علم الاجتماع بكلية عين الشق في الدارالبيضاء، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن هذا العمل الميداني، يعد تمرينا استثنائيا، وظف خلاله الطلبة أدوات بحث علم الاجتماع من بينها الاستبيان وشبكة المقابلة، ما جعل له قيمة إضافية لتعزيز وتقوية مختلف الأبحاث الاجتماعية، التي سلطت على مواضيع اجتماعية بالعاصمة الاقتصادية، التي تعد مختبرا اجتماعيا لطلبة الشعبة. وقال عزيز مشواط أن شعبة علم الاجتماع بالدار البيضاء تحرص على ضمان المزاوجة بين التدريس النظري والممارسة البحثية الميدانية عبر ربطه عضويا باندماج الطلبة منذ السنة الاولى في مشاريع بحثية ميدانية، يستحضر خلالها الطلبة مختلف العناصر النظرية، التي تعلموها خلال مسارهم التحصيلي، ما يساهم في خلق ديناميات بحثية جديدة من خلال استئناس الطلبة بالعمل البحثي المشترك. وفي هذا السياق، قالت الطالبة مريم الكبوري، منسقة الفوج التي أشرفت على تدبير وتنسيق أنشطة التواصل بين المجموعات، إن الفرصة مناسبة لاستكشاف الذات في علاقتها بالآخرين وتجريب العمل الميداني المشترك. كما أكد حسن أيت حمو، طالب بالشعبة نفسها، أن الزيارة مناسبة للاستحضار المكثف لمختلف التعلمات على أرض الميداني، واصفا العملية بالصعبة، لكنها بناءة للتمكن من الأدوات السوسيولوجية والاستفادة من الحضور المكثف للمؤطرين ومن تفاعلاتهم اللحظية مع إنتاجات الطلبة. تجدر الإشارة، إلى أن اليوم الأخير من الزيارة الميدانية، شهد استعراض مختلف النتائج المتوصل إليها، التي همت مواضيع الأسرة، والمدرسة والعمل التعاوني في علاقتها بالإصلاح الزراعي بالمنطقة. يذكر أنها المرة الرابعة، التي تنظم فيها شعبة علم الاجتماع بعين الشق هذا النوع من الزيارات الميدانية حيث سبق للفوج السابق زيارة منطقة إمليل.