في إطار تنفيذ استراتيجية مخطط المغرب الأخضر، خاصة في الجزء المتعلق بتنمية صادرات المواد الغذائية، يشارك المغرب للمرة الأولى في ملتقى "وارد فود موسكو"، المنعقد من 15 إلى 18 شتنبر الجاري بروسيا. ويعتبر هذا الموعد ملتقى لمهنيي قطاع المواد الغذائية في روسيا بامتياز، حيث يجمع هذا المعرض 1600 عارض يمثلون 69 بلدا، ويستقبل أكثر من 60 ألف زائر، معظمهم من المشترين والموزعين وتجار الجملة، ويشكل هذا المعرض منصة حقيقية للتبادل والبحث عن منافذ وفرص تجارية على المستوى الدولي. وتعتمد روسيا لسد حاجياتها من المواد الغذائية على الصادرات، ولذلك فهي عاشر أكبر مستورد على المستوى الدولي، وهذه القدرة على الاستيراد تشد انتباه واهتمام الدول المصدرة للمواد الغذائية مثل المغرب. ومن الضروري التذكير هنا، أن هناك فائضا في الميزان التجاري للمواد الغذائية لفائدة المغرب، وبلغ هذا الفائض التجاري 1.8 مليار درهم، وتعد السوق الروسية ثاني أكبر وجهة للصادرات المغربية من المواد الغذائية. أما من ناحية البنية فتشكل المواد الغذائية 85 في المائة من قيمة الصادرات المغربية الموجهة لروسيا (الحوامض 71 في المائة، والطماطم 12 في المائة، أما منتجات الصيد البحري فتتكون أساسا من دقيق السمك وتمثل 15 في المائة من الصادرات). وبلغت المبادلات التجارية بين المغرب وروسيا 18.3 مليار درهم سنة 2013، أي ما يعادل 3 في المائة من المبادلات المغربية، برسم السنة الفارطة. ورغم ذلك، يظل العجز بالميزان التجاري للمبادلات بين المغرب وروسيا، لصالح روسيا، وانخفض هذا العجز من 12.4 مليار درهم سنة 2011، إلى 13.7 مليار درهم سنة 2013. وتمثل الصادرات الروسية من المواد الغذائية حوالي 97 في المائة من القيمة الإجمالية للصادرات المغربية الموجهة نحو روسيا، بينما تشكل المحروقات 78 في المائة من الواردات المغربية من روسيا. من جانب آخر، ترجع كفة الميزان التجاري للمنتوجات الغذائية، بين المغرب وروسيا لفائدة المغرب، وبلغ فائض هذا الميزان 1.8 مليار درهم سنة 2013. وفي ما يخص الصادرات المغربية، تعتبر روسيا ثاني أهم سوق للمنتوجات المغربية من المواد الغذائية (بحصة 6.3 في المائة) بعد الاتحاد الأوروبي 62.7 في المائة. تمثل المنتوجات الفلاحية 85 في المائة من قيمة صادرات المواد الغذائية الموجهة لروسيا، بحصص تتوزع كالتالي: 71 في المائة من الحوامض، و12 من الطماطم، و15 في المائة من منتوجات الصيد البحري معظمها من دقيق السمك، في حين يستورد المغرب من روسيا منتوجات فلاحية، أهمها لب الشمندر نسبة 55 في المائة، وزيت عباد الشمس (20 في المائة). وبخصوص وزن وخاصيات الصادرات المغربية من الخضر والفواكه، يمكن القول إن أهم ما يصدر منها نحو روسيا هي الحوامض والطماطم والبطاطس، وعرفت هذه المنتوجات نموا مستمرا من سنة 2009 إلى 2013. وسجلت صادرات المغرب من الحوامض 317865 طنا سنة 2013 2014، ولهذا أصبح السوق الروسي أهم سوق للحوامض المغربية بحصة 57 في المائة سنة 2012 2013. وتتكون هذه الحوامض من الفواكه الصغيرة التي بلغت 287762 طنا من الصادرات، أي 60 في المائة من صادرات المغرب. كما تم تعزيز صادرات المغرب من الطماطم نحو السوق الروسي، حيث بلغت الصادرات أربعة أضعاف الكمية المصدرة بين 2009 و2013، لتصل إلى 63771 طنا، وارتفعت الصادرات الموجهة إلى روسيا 10 في المائة من إجمالي صادرات هذا المنتوج. وتعتبر روسيا مستوردا مهما لفواكه والخضر، ونظرا لمكانة ودينامية هذا البلد يتنافس المصدرون (أكثر من 35 بلدا) للاستحواذ على حصص سوق إضافية، ورغم كل الصادرات التي يوجهها المغرب نحو روسيا، إلا أنها لا تغطي سوى 3.2 في المائة من حاجياته من ناحية القيمة (عاشر ممون للسوق الروسي)، وهو أمر يدل على أهمية الفرص التي يمثلها السوق الروسي للصادرات المغربية، فتركيا على سبيل المثال أول ممون للسوق الروسي رفعت من قيمة صادراتها بنسبة 51 في المائة بين 2009 و2013 (1.5 مليار دولار).