أعلنت وزارة الصحة عن الكشف عن حالة واحدة للجذام بمستشفى الأمراض النفسية بتيط مليل، جرى تأكيدها بمستشفى عين الشق المتخصص في الكشف وعلاج الجذام، حيث تلقى المريض العلاج بتاريخ 5 شتنبر الجاري. وأوضحت وزارة الصحة أن المغرب استطاع القضاء على داء الجذام، إذ لم تعد تسجل سنويا إلا حالات قليلة من المرض، الذي يسجل، بالخصوص، عند فئات معوزة ومتحدرة من المناطق القروية المعزولة. وأكدت وزارة الصحة أن الجذام لم يعد من أمراض الصحة العمومية في المغرب، بحيث إن عدد الحالات الموضوعة تحت الاستشفاء مرت من 1036 نهاية سنة 1991 إلى 37 حالة في نهاية سنة 2013. وأكد البلاغ أن مرض الجذام يشكل أولوية بالنسبة إلى وزارة الصحة، رغم ضعف انتشار هذا المرض بالمغرب، عبر جهاز مكافحة لاممركز ومتضمن في شبكة الاستشفاء الصحي الأساسي. ويعتبر مستشفى عين الشق، المركز الوطني المرجعي لمرض الجذام ويتوفر على أطر صحية مؤهلة ومكونة من 3 أطباء متخصصين في أمراض الجلد، و13 إطارا تمريضيا وتقنيا. يشار إلى أنه سبق ل"المغربية"، أن اتصلت بعبد المجيد ناجم، حارس عام بمركز عين الشق المتخصص في الجذام في الدارالبيضاء، الذي أكد استقبال مستشفى عين الشق، يوم 28 غشت الماضي، لحالة إصابة واحدة بالداء، أحالها المركز الاجتماعي تيط مليل، ما استدعى إخضاعها للتحاليل الطبية، التي أكدت وجود المرض. وأكد المسؤول ذاته خلو 6 حالات أخرى من الداء، أحيلت على مستشفى عين الشق من طرف المركز الاجتماعي تيط مليل، إذ تبين خلوها من داء الجدام، بعد إجراء الفحوصات الطبية عليها من قبل الطبيبة المختصة في المستشفى. يشار إلى أن المغرب يلتزم بتوصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص مكافحة الجذام، التي تنص على تقليل الإصابات الجديدة، وليس القضاء النهائي على المرض، في حدود إصابة واحدة بين كل 10 آلاف مواطن عبر العالم، على أساس خفض نسبة الإصابة إلى أقل من 35 في المائة بحلول سنة 2015. وتبعا لذلك، قالت مصادر طبية ل"المغربية"، إن المغرب استطاع خفض عدد الإصابات إلى أقل من 40 حالة جديدة سنويا. وتصنف منظمة الصحة العالمية الدول التي استطاعت بلوغ النسبة المشار إليها أعلاه بأنها قضت على المرض، وفقا لمعطيات وبائية موضوعة من قبل خبرائها، استنادا إلى صعوبة القضاء على المرض نهائيا في زمن قصير عبر العالم. في المغرب، يخضع المرضى لعلاج ثلاثي لمكافحة جرثومة "هامسون"، المسؤولة عن الداء، أغلبهم يتابعون علاجهم في بيوتهم، باستثناء حاملي أمراض مزمنة أخرى، أو الذين يشكون تشوهات كبيرة في الأطراف، أو الذين يشكون عجزا حركيا، وهم الذين يتلقون علاجهم في المركز الوطني لمكافحة الداء الموجود في مدينة الدارالبيضاء. ويبرر الاختصاصيون استمرار ظهور حالات جديدة في المغرب بطبيعة جرثومة المرض، إذ تصل حضانتها في جسم الإنسان إلى سنوات طويلة، قد تصل إلى 20 سنة، قبل أن تتبين الإصابة، ولذلك فإن أغلب الحالات الجديدة تكون حاملة للجرثومة منذ سنوات طويلة ماضية.