أكد عبد المجيد ناجم، حارس عام بمركزعين الشق المتخصص في الجذام بالدارالبيضاء ل"المغربية"، أن المستشفى استقبل، أول أمس الثلاثاء، 6 حالات من المركز الاجتماعي تيط مليل وبعد إجراء الفحوصات الطبية عليها من قبل الطبيبة المختصة في داء الجذام تبين خلوها من المرض. وقال المسؤول نفسه إن يوم 28 غشت الماضي، استقبل مستشفى عين الشق حالة من المركز الاجتماعي تيط مليل، لكن بمجرد إجراء الفحوصات الأولية تبين أنها تعاني داء الجذام، ما استدعى إخضاعها للتحاليل الطبية التي كشفت وجود المرض. وأضاف ناجم أنه بعد نتيجة التحاليل الطبية منحت الطبيبة المختصة دواء علاجيا لعلاج داء الجذام. وقالت مصادر إن مركز تيط مليل الاجتماعي عاش حالة استنفار طيلة اليومين الماضيين، بعد نقل خمسة نزلاء إلى مستشفى عين الشق بعد اكتشاف إصابتهم بمرض الجذام. ويشهد المغرب سنويا ظهور حوالي 40 حالة إصابة جديدة بداء الجذام، متفرقة على عدد من المناطق، تظهر خاصة بين أفراد عائلات، شهد تاريخها المرضي إصابة أحدهم بالداء، من باب الاستعداد الجيني والوراثي. وبهذا، الخصوص، يلتزم المغرب بتوصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص مكافحة الجذام، التي تنص على تقليل الإصابات الجديدة، وليس القضاء النهائي على المرض، في حدود إصابة واحدة بين كل 10 آلاف مواطن عبر العالم، على أساس خفض نسبة الإصابة إلى أقل من 35 في المائة بحلول سنة 2015. يشار إلى أن المغرب استطاع خفض عدد الإصابات إلى أقل من 40 حالة جديدة سنويا، مع وجود ترقبات بظهور حالات أخرى، يتعذر الإعلان عنها للعموم، تجنبا لما قد تتعرض له عائلة المريض من وصم، وتجنبا لإثارة المخاوف من زيارة المناطق المصابة". يذكر أن منظمة الصحة العالمية تصنف الدول، التي استطاعت بلوغ النسبة المشار إليها أعلاه بأنها قضت على المرض، وفقا لمعطيات وبائية موضوعة من قبل خبرائها، استنادا إلى صعوبة القضاء على المرض نهائيا في زمن قصير عبر العالم. وفي المغرب، يخضع المرضى لعلاج ثلاثي لمكافحة جرثومة "هامسون"، المسؤولة عن الداء، أغلبهم يتابعون علاجهم في بيوتهم، باستثناء حاملي أمراض مزمنة أخرى، أو الذين يشكون تشوهات كبيرة في الأطراف، أو الذين يشكون عجزا حركيا، وهم الذين يتلقون علاجهم في المركز الوطني لمكافحة الداء الموجود في مدينة الدارالبيضاء. ويبرر الاختصاصيون استمرار ظهور حالات جديدة في المغرب بطبيعة جرثومة المرض، إذ تصل حضانتها في جسم الإنسان إلى سنوات طويلة، قد تصل إلى 20 سنة، قبل أن تتبين الإصابة، ولذلك فإن أغلب الحالات الجديدة تكون حملة للجرثومة منذ سنوات طويلة ماضية.