نقلت وسائل إعلام محلية، أمس الأربعاء، عن المدعي العام للدولة الإسبانية تحذيره من وجود "خطر كبير" لهجمات إرهابية "لمتشددين إسلاميين" فوق التراب الإسباني، مبرزا أن "أيديولوجية الإرهاب الجهادي تعتبر إسبانيا هدفا يهاجم". وأوضحت وكالة (أوربا بريس) للأنباء، نقلا عن تقرير للمدعي العام للدولة برسم 2013، أن المصادر الرئيسية لهذا التهديد تأتي من "أشخاص ومجموعات مرتبطة بمنظمات إرهابية في شمال إفريقيا، لاسيما حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وشبكات إرهابية من آسيا الوسطى". وأضافت الوكالة الإسبانية أن التقرير أشار إلى وجود "خطر عال من أفراد أو خلايا مستقلة" تتبع "الجهاد الشمولي"، وإن كانوا "غير منخرطين في منظمات إرهابية"، ومن "مجاهدين" عادوا من مناطق الصراع أو معسكرات تدريب جهادية، مشيرة إلى أن السجناء والجهاديين المفرج عنهم إلى جانب الجماعات المتطرفة الموجودة بالبلاد، تشكل، على المدى الطويل، "مصدرا محتملا لتهديد" آخر لهذا البلد. يذكر أن وزارة الداخلية الإسبانية أبلغت، أول أمس الثلاثاء، جميع قوات أمن الدولة بقرار "رفع درجة التأهب لمكافحة الإرهاب" بسبب التهديدات "الجهادية". وأوضح كاتب الدولة الإسباني للأمن فرانسيسكو مارتينيز لوكالة (أوروبابريس)، أن هذا التغيير يعني عمليا أن قوات الأمن والحرس المدني والشرطة الوطنية والشرطة المستقلة "سترفع اليقظة في الأماكن التي قد تكون عادة هدفا للإرهاب" كالمناطق التي تعرف توافدا كبيرا، والمطارات، ووسائل النقل، والبنيات التحتية الحيوية. وأضاف المصدر ذاته أنه "ستتم إحاطة مصالح الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بإسبانيا باهتمام خاص"، مبرزا أن هذا الإجراء "لا يعني أي تغيير في الحياة اليومية للمواطنين أو نشر عدد كبير من رجال الشرطة في الشوارع". ويجد هذا الإجراء تفسيره في "الظروف الحالية" المتمثلة في استمرار الصراع السوري، والوضع المتدهور في العراق، والتطورات الخطيرة التي شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة. وحسب معطيات نشرتها مؤخرا وزارة الداخلية الإسبانية، فإنه تم اعتقال 122 مشتبها بهم "جهاديون" بإسبانيا منذ 2001، منهم 45 لهم علاقة بالحركات المتطرفة التي تنشط في سورية. ووفقا للوزارة فقد تم القبض على 78 شخصا لهم صلة بالإرهاب "الجهادي" بين 2001 و2013، واعتقل 44 آخرون منذ 2013 في 25 عملية قامت بها مصالح الأمن الإسبانية، أي بزيادة قدرها 36 بالمائة في ظرف سنة ونصف.