انتهى تعاون أمني إسباني مغربي، بإعلان وزارة الداخلية بالبلدين، صباح أمس (الجمعة) عن تفكيك خلية تهجير الجهاديين إلى بؤر التوتر، واعتقال سبعة جهاديين، بمن فيهم زعيم الشبكة الإرهابية وهو إسباني يدعى رافاييل. واعتقل الأخير بإسبانيا رفقة شركائه وهم فرنسيان وتونسي . في ما أوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ثلاثة أعضاء تابعين للخلية نفسها يقيمون بمدينة العروي بإقليم الناظور. وأفادت مصادر «الصباح» أن زعيم التنظيم الجديد، يسمى «رافاييل ماي أماي» ويلقب ب «مصطفى» وسبق له أن أقام بمدينة العروي قبل الانتقال إلى مليلية للاستقرار بها، إثر تضييق الخناق على الشبكات الإرهابية بشمال المملكة. وعمد رافاييل إلى تغيير وجهة المقاتلين، بعد تشديد الخناق على التهجير نحو سوريا، وبسبب الصراعات بين الفصائل الإرهابية، ليعمد إلى توجيه العمليات نحو ليبيا. وأعلنت الداخلية الإسبانية عن تفكيك شبكة خاصة بتهجير المقاتلين إلى سوريا، تتكون من أشخاص حاملين الجنسية الإسبانية، ثلاثة منهم أوقفوا في المغرب. فيما أربعة يقيمون بمليلية المحتلة وواحد في مالقا، من ضمنهم المسؤول على الشبكة الإرهابية. وعدت الخلية حسب الداخلية الإسبانية الأهم والأقوى في مجال تهجير المقاتلين إلى سوريا وبؤر التوتر بالعالم. كما أن الأبحاث مازالت جارية لتفكيك باقي الخلايا واعتقال المتورطين سواء داخل التراب المغربي أو الإسباني في إطار التنسيق بين مصالح أمن البلدين. من جهتها أعلنت الداخلية المغربية في بلاغ أصدرته أمس (الجمعة)، عن إيقاف ثلاثة من أعضاء الشبكة نفسها المفككة بإسبانيا، تزامنا مع اعتقال رأسها المدبر وشركائه من قبل الأمن الإسباني. وأفادت وزارة الداخلية أن المشتبه فيهم يقيمون في مدينة العروي بإقليم الناظور، وأن إيقافهم جاء في إطار العمليات الاستبقاية لمواجهة التهديدات الإرهابية، وإثر أبحاث أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بتنسيق مع المصالح الأمنية الإسبانية. وكشفت الأبحاث أن أفراد الخلية يستقطبون متطوعين للقتال لإرسالهم إلى العديد من بؤر التوتر عبر تزوير جوازات السفر. وانتهت الأبحاث الأمنية المغربية إلى أن زعيم التنظيم الموقوف بإسبانيا، راكم علاقات واسعة مع متطرفين مغاربة وأجانب، وسبق أن أقام بمدينة العروي حيث نسج علاقات وطيدة مع أفراد بارزين في خلية تم تفكيكها في نونبر الماضي، وتخصصت بدورها في تجنيد المقاتلين المغاربة في صفوف «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بشمال مالي، إذ كانت الخلية التي يقودها رافاييل «مصطفى»، الرابط بين المقاتلين المغاربة والإسبان، وبعد تفكيك الأجهزة الأمنية المغربية، في نونبر الماضي، شبكة تهجير المقاتلين للجهاد ضمن المقاتلين في شمال مالي، انتقل المتهم الرئيسي إلي مليلية المحتلة حيث تم إيقافه. تزامنت الاعتقالات الأخيرة التي استهدفت شبكة تهجير المقاتلين، مع إحياء ذكرى أحداث 11 مارس الإرهابية، التي هزت قطارات مدريد سنة 2004. وهي المناسبة التي جدد فيها فيرنونديز دياز جرج، وزير الداخلية الإسباني، توقعات بوجود تهديدات إرهابية. إذ صرح قبل ثلاثة أيام، أن تهديدات للقيام بأعمال إرهابية فوق التراب الإسباني قائمة، وطالب الأجهزة الأمنية بالحيطة والحذر. كما أن المكتب الوطني الإسباني للتنسيق لمواجهة قضايا الإرهاب حذر من تصاعد خطر القيام بأعمال إرهابية في إسبانيا، مؤكدا أن البلد من بين المناطق المستهدفة من قبل الجهاديين المتطرفين، وأن الإسبان ليسوا لوحدهم الهدف، إلا أنهم في الواجهة. وأضافت تحذيرات المكتب الوطني أن إسبانيا تظهر في بلاغات القاعدة، والقاعدة في شمال إفريقيا. وكان وزير الداخلية الإسباني أكد أن 472 جهاديا تم إيقافهم بإسبانيا منذ سنة 2004، وأن عدد القوات الأمنية الموكول إليها مكافحة الإرهاب تمت مضاعفتها خمس مرات منذ ذلك الحين.